المحامي عبد المولى المروري.. حينما يُغَلِّبُ رجل القانون منطق دغدغة العواطف في دفاعه عن زميله محمد زيان

إنه لمن البديهي أن تتضافر جهود وخطوات أبناء نفس المهنة للدفاع عن زميلهم ومحاولة استعادة ماء وجهه، وهي ممارسات جاري بها العمل داخل كافة الهيئات والتنظيمات التي تنضوي تحتها عدد من المهن، على غرار المحاماة والطب والقضاء وغيرها الكثير. إلا أن المبادرة تبقى موكولة بالأدلة والبراهين الدامغة التي تثبت صحة مظلومية أحدهم، وبالتالي تعطي تحركات من يتعاطفون معه من الزملاء أُكْلَهَا ويعدو المتهم بريئا عن جدارة واستحقاق. وآنذاك له أن يطالب برد الاعتبار ملأ فمه.

ولطالما تمنينا أن يكون الحال كذلك بالنسبة لكهل المحامين وأن يُسْدَلَ الستار عن ملفاته لصالحه، إلا أنه وكما صَدُقَ أجدادنا القول “كل ما جراتو المعزة في راس الجبل كتخلصو في دار الدباغ”. فمحمد زيان تَدَرَّجَ في ارتكاب خروقات جسيمة على مر سنوات عمره واعتمادا على المناصب التي تنقل بينها ومنحته إبان سنوات الجمر والرصاص حصانة مطلقة، جمع فيها ما تيسر من الغنائم ثم صار ينفقها في الليالي الملاح مع كل من رشقها بسهام شخصيته الثلاثية الأبعاد (حقوقية وحزبية ووزارية). ولا ضير أبدا إن كانت رعونته تترعرع وتتمدد لتقف على أعتاب السيدات المتزوجات دون حسيب أو رقيب.

وإمعانا في منحه صفة “بطل من ورق” وهو ذي السِّجِلْ العدلي المثقل بحوالي 11 تهمة إلى حدود الساعة، توزعت بين الفساد ومساعدة شخص على الهروب خارج أرض الوطن ثم الجنس مقابل الإنابة والعياذ بالله، خرج علينا اليوم رفيق المهنة والخروقات المحامي عبد المولى المروري يُعَدِّدُ مناقب النقيب السابق والدهشة تتملكنا، وكأن الأخير يتحدث عن شخصية من وحي الخيال لا سابق عهد لنا بها، في محاولة بائسة لإحياء أسطوانة الاستهداف المجاني لشخص مهرج المحاكم، لأنه يُنَافِحُ باستماتة ومن باب الصدفة ليس إلا عن كل من تورط في قضايا جنسية بالجملة. هل هي مهنة المتاعب التي تجلب له الترافع في هكذا قضايا أم أن الفاسدين يتضامنون مع بعضهم إيمانا منهم ﺑ “اليوم عندي وغدا عندك”؟.

لكن ماذا عسانا أن ننتظر من سليل حزب العدالة والتنمية سابقا الذي هاجر نحو كندا هربا من المسائلة القضائية الصادرة في حقه بعدما استولى على أموال وممتلكات موكليه بالمغرب. وكأي ذئب ملتحي يمارس الوصاية الدينية على ضعاف الإيمان، نقل المروري عدد من ممتلكاته في اسم زوجته ضمنها ضيعات فلاحية ثم استقل الطائرة صوب الديار الكندية في أمن وأمان تاركا ورائه خازوقا من العيار الثقيل لم يتحمل تبعاته غير موكليه ممن نصبوه كمحامي لصون حقوقهم وممتلكاتهم ومن تم استحوذ عليها.

وتبعا لما سبق ذكره، قد يفلح الفاسد في رفع شعار المظلومية مستعينا في ذلك بما تيسر من قرآن وسنن يدغدغ بها عواطف الجمهور العريض ويتمسك بقشة “المخزن تابعني”، ويحشد لقاء ذلك كافة رفاقه ممن سبقوه إلى “قلة الحيا” والريع الممنهج، إلا أن القضاء يتفاعل بمنطق التهمة وما يقابلها من أدلة دامغة ونص قانوني واضح للبث فيها. ولو كان في تحركاتكم شيئا من المصداقية والحجية لتجاوزت حدود بوق جريدة “الحياة اليومية” وبعض الفيديوهات المتناثرة هنا وهناك، أما المحاكم وجلساتها فلها قوانين تؤطرها ويُتَّخَذُ بها المتعين في حق كل من زاغ عن الطريق ولو كان ابن المهنة يا عبد المولى المروري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى