مريم تيغانمين تسيء لمسيرة والدها في كتاب اعتمدت فيها التحريف والازدواجية في الخطاب

بينما وُصفت في وسائل الإعلام الفرنسية المهتمين بها كشخصية “من أصول مهاجرة” ، تقدم مريم تيغانمين نفسها على أنها “امرأة فرنسية من شمال افريقيا ذات ثقافة إسلامية”، حيث حاولت “عالمة الاجتماع” أن ترضي خيالها الجامح من خلال التطرق لمسيرة والدها.
واستندت مريم تيغانمين من خلال كتابها المكون من مائتين وخمسين صفحة على قصص وهمية، حيث تروي “عالمة الاجتماع” حياة والدها الذي جاء إلى فرنسا عام 1963 للعمل في مناجمها الشمالية.
مضمون الكتاب المثير للإشمئزاز، بأسلوب رديء، يكشف أن مريم تعارض والدها في كل شيء إلا في مسألة الانتماء للمغرب، حيث قالت:” نقاشاتنا حول المغرب محتدمة جدا، خاصة عندما أتحدث عن النظام الملكي وأنتقده صراحة استنادا إلى أرقام وحقائق”، متناسية أن والدها يعتبرها ماركسية لينينية.
تمزج مريم تيغانمين الحقائق والآراء في مزيج غامض إلى حد ما، حيث قالت في كتابها: “والدي لديه ارتباط صادق بالنظام الملكي الذي نجده في العديد من الصادقين في المغرب”. وبحسب خطابها المتبذل، فإن واحدة من أقدم الملكيات في العالم تعيش في “الخوف من الفوضى” مع “فكرة أن شعبها لم يصنع من أجل الديمقراطية، وأنه بدون نظام ملكي قوي، مضيفة أن المغرب يمكن أن يصبح مثل سوريا، وبالتالي معرض للغرق في حرب أهلية”.
هنا أصبحت مريم تيغانمين تصرف نظرها عن كل شيء عدا البروباغندا الصغيرة التي تروج لها، والتي تصدم القارئ الذي يكتشف المزيج من السخافة من خلال أفكارها الملوثة.
تقول مريم تيغانمين أنها تفضل “دولة الرفاهية والعلمانية” في فرنسا على “الليبرالية والسلطوية ودين الدولة” في المغرب. هنا لم نعد أمام شخص أناني، أو يرضى بأكاذيبه، وآرائه، وتحيزاته، ولكن أمام شخص ليس لديه ما يقوله. هناك من لديه أفكار، وهناك من لا يمتلكها.
مريم تيغانمين امرأة مهووسة بالنظام الملكي، مضطربة عقلياً، هذا هو بيت القصيد. فبدلاً من سرد القصة الحقيقية عن والدها الذي كان يعمل في المناجم الفرنسية، فضلت مريم تيغانمين التشهير بقصة والدها واقتطاع جزء منها وفي نفس الوقت تشويه صورة أبيها.
ففي برنامج إذاعي فرنسي، أعلنت تيغانمين “أنها، مثل العديد من الفرنسيين، نتاج جزء من تاريخ ما بعد الاستعمار مبني على الاستغلال والنفي”، كاشفة أنها تدين بحياتها المهنية فقط لتضحيات عائلتها.
وذكرت في مقتطف آخر من كتابها العجيب: “في عام 1963 ، عندما كان الحسن الثاني يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عامًا وأنجبت إحدى زوجاته ولي العهد محمد السادس، كان والدي البالغ من العمر ستة عشر عامًا على متن قارب متجهًا إلى حوض ”نورد بادو كاليه” حيث ظل هناك لثماني سنوات “، هذه الفقرة من هذا الكتاب تعطينا فكرة عامة وكافية دون الحاجة إلى قراءة هذا العمل التافه، حيث لا توجد كلمات يمكن أن تصف هذه المرأة التي تستمد وجودها من قسوة لا معنى لها ضد مملكة عريقة مثل المغرب.