دنيا وعدنان الفيلالي.. مغامرات “زينة ونحول” تحط الرحال بالجزائر بعدما تناهى إلى علمها أن رحيق أزهار الكابرانات جدير بالامتصاص (كاريكاتير)

من منا لم يشكل المسلسل الكارتوني “زينة ونحول” جزءا من ذاكرة الصبا لديه، لاسيما جيل التسعينات، حيث تدعى بطلة السلسة “زينة”، وهي نحلة تتنقل باحترافية وخفة بين الأزهار وتمتص رحيقها بمساعدة من أصدقائها في مقدمتهم “نحول”. وبعدما اشتد عَضُدُهَا همس لها الشيطان أن تترك الخلية دون حراسة وهو ما جر عليها غضب الملكة، وأبعدها عن مجتمع النحل، لتقرر بمعية رفيقها الانخراط في مغامرات غير محسوبة العواقب خارج موطنهما. “دودي” و “دندن” كما يحلو للعجوز السعيد شنقريحة أن يلقبهما يصنعون لنا محاكاة شبيهة بقصة مجتمع النحل حيث لا مكان ضمنه لمن يزيغون عن سواء السبيل.
لكن لنتفق على أمر، سيكون من البلادة بما كان أن نقصف أحدهم أو نتنمر عليه باعتباره خائنا للوطن أو عميلا أو قس على ذلك ما شئنا من النعوت الذميمة، ونُمَنِّي النفس بأن يهز هكذا تصرف كيان هذه الشريحة من الأشخاص. وقد بلغنا هذا المبلغ من الاعتقاد لأننا صرنا في زمان أصبحت فيه صفة “البياع” تُقَلَّدُ الصدور وكأنها نَيَاشِينْ الزعامة وبوابة ضيقة يلج عبرها الجُشَعاءُ عفوا الشجعان، وفق اعتقادهم، بوابة التاريخ وتدون أسماهم في قائمة غينيس “لأنذال الوطن”.
النقاش هنا، كما قلنا آنفا، لم يعد محصورا في الصفة أو النعت، طالما القاسم المشترك بين معتنقي مذهب الخيانة تحت يافطة “المعارضة” المفترى عليها، يعلنون صراحة وبكل صَفَاقَة وجه اعتزازهم بألقابهم، وكأن المعنيين بالأمر يقولون لنا في خُلْدِهِمْ “شوفو غيرو”، لكم الوطن ولنا الغنائم ولو كان مصدرها إبليس، فما بالك ﺑ الكابرانات “خوتنا في العروبة هههه”.
الحديث يسوقنا بالضرورة لفتح ملف زوجين يعرفهما القاصي والداني ﺑاسم “الكوبل الفيلالي”، اختارا سلك أكثر الدروب ضَرَاوَةً وجُبْنًا، وهي التسبيح صباح مساء بحمد الأعداء مقابل تصويب قذائفهم “العسكرية” صوب وطنهم المغرب، لأنه ببساطة أشهر الورقة الحمراء في مواجهة مسعاهم الابتزازي. واليوم وهم يتنقلون من دولة إلى أخرى كمن يرقص بحذر على الجمرة مخافة أن تذيب أصابعه، يحطون الرحال بدولة الكراغلة حيث كما يقول السلف الصالح “عشرة كيتشاركو في عقل”. أساسا لا حاجة للكابرانات بالعقل طالما بلادهم “معسكرة” عن بكرة أبيها، ناهيك عن بِرَكْ البترول والغاز الطبيعي. “موجود الخير” وهنا مكمن الخلل وموطن غنائم العدميين الفارين من القضاء المغربي في اتجاه حضن العساكر الدافئ والحاني عليهم من قسوة الحياة وتقلباتها.
وبعد ولوجهم “الحضانة العسكرية” حيث الحليب طازج يُخْطَفُ من أفواه الجزائريين ويُسْكَبُ عبثا في بطون حثالة الأوطان، صار التشمير عن ساعد الجِدْ أمرا محتوما لرد معروف الضيافة والعطاء بسخاء. وهذا ما يفسر بجلاء البهرجة التي سبقت تنظيم “المنظرة” دنيا فيلالي لندوة صحافية تتوخى من خلالها رفع اللثام عن ما اعتبرته الوجه الحقيقي لمؤسسات المغرب، وانخرطت في هرطقاتها متسلحة بجوقة من المواقع الجزائرية والدولية التي تغرد على نفس النوتة منذ ما يزيد عن الأسبوع قبيل انطلاق الندوة المذكورة تحت عنوان “الكشف عن أسرار خطيرة للمغرب من قلب باريس”.
وجاء اليوم الموعود ال30 ماي المنصرم، وتسلح المغرب بمؤسساته وشعبه بما تيسر من الخوف والرهبة والأعين كلها مشدوهة والأفواه مفتوحة والعقول مشدودة حتى نرى ما نخفيه عن أنفسنا كمغاربة بأعين فرنسية- جزائرية. وانتظرنا ليلة ثم ليال بل فكر “المخزن” جديا في زيادة ساعة لتوقيت البلاد لعل الكوبل وولي نعمته المصاب بالتبول اللاإرادي يقدرون موقفنا ويراعون أن المغرب على قدم واحد وقلب واحد، قد فاض به الكيل وهو ينتظر الإفراج عن مضمون الندوة “القنبلة”. فصار الانتظار عنوان الندوة ومضمونها بكل بساطة. والله أعلى وأعلم إن لم يكن “الزوج الفيلالي” يأخذ نصيبه من “الفلقة وغسيل لوذنين” لأن محتوى الندوة المسجلة ربما لم يُطْفِ لهيب جمرتهم المتقدة بسبب المملكة الشريفة وحماتها.
صرنا في اليوم الرابع بعد تحديد موعد الندوة الفيلالية ولا خبر أو جديد بشأن أصحابها أو حتى نوعيتها أكانت مسجلة مسبقا أو سيكون بثها مباشرا. أتراهما انتحرا؟؟؟ أو حُبِسَا في قَبْوٍ فرنسي بتعليمات كابرانية إلى حين الفراغ من صياغة سيناريو الندوة على مقاس الراعي أو الرعاة الرسميين لها؟؟. المهم أيا كانت دوافع التأخير أو التأجيل نتمنى لدنيا وبعلها عدنان الفيلالي سعيا مشكورا وذنبا مغفورا في دهاليز النظامين الفرنسي ونظيره الجزائري.