الصين تعارض فرض عقوبات على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا

أعلنت الصين أنها لا تعتزم القيام بخطوات لفرض عقوبات على روسيا لاعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، مشددة على رفضها لأي قيود أحادية الجانب.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، اليوم الأربعاء، ردا على سؤال لصحفي عما إذا كانت بكين ستفرض عقوبات على موسكو على خلفية المستجدات في دونباس: “من الواضح أنك لا تفهم بالكامل سياسة الحكومة الصينية. تعارض الصين دائما أي عقوبات أحادية الجانب غير قانونية”.

وشددت المتحدثة على أن الحكومة الصينية لم تعتبر العقوبات أسلوبا فعالا لتسوية النزاعات.

ويأتي ذلك بعد إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن فرضهما عقوبات جديدة على روسيا، على خلفية قرار موسكو الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا في جنوب شرق أوكرانيا عام 2014.

وحمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومة كييف المسؤولية عن انهيار اتفاقات مينسك الخاصة بتسوية النزاع الأوكراني.

من جهة أخرى، وجه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف انتقادات إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، محملا إياه المسؤولية عن “الرضوخ للضغط الغربي” في تصريحاته عن آخر المستجدات في أوكرانيا.

وقال لافروف، في مستهل محادثاته مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن في موسكو اليوم الأربعاء: “للأسف الشديد، رضخ الأمين العام للأمم المتحدة للضغط الغربي وأدلى مؤخرا ببعض التصريحات حول مستجدات الوضع في شرق أوكرانيا والتي لا تتماشى مع وظيفته وصلاحياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة”.

ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أنه لم يكن هناك من قبل أي نزاع عسكري يدلى أمين عام للأمم المتحدة على خلفيته مثل هذه التصريحات بحق أي دولة، مضيفا أن موسكو كانت قد أبلغت غوتيريش عبر مندوبها في نيويورك بتقييمها لتصريحاته.

وطلب لافروف من غوتيريش نقل الموقف الروسي الرافض لتصريحات غوتيريش إلى الأمين العام أيضا.

وتابع لافروف: “أتطرق إلى ذلك لأنه يتعين على الأمانة العامة للأمم المتحدة في أي نزاع، منها التسوية في سوريا، الالتزام بالحياد والدعوة إلى إطلاق حوار مباشر بين أطراف النزاع، وهذا ما تفعلون في الأزمة السورية، لكن فيما يخص الوضع في أوكرانيا لن يرفع الأمين العام أبدا صوته لصالح صرورة تطبيق اتفاقات مينسك وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2202 والتي تنص بشكل مباشر على ضرورة حل جميع المسائل بالتنسيق بين كييف ودونيتسك ولوغانسك، ولم يذكر أحد في الغرب ذلك، وللأسف خطى الأمين العام هذا الخطى المؤسف”.

في الوقت نفسه، شدد عميد الدبلوماسية الروسية على أهمية الاتصالات المستمرة التي يجريها بيدرسن مع جميع أطراف النزاع، واصفا إياها “مفيدة وذا قيمة جدا”، وقال: “يؤكد على أهمية تعاوننا أننا نجتمع اليوم وسنعمل على إحراز تقدم فعلي في التسوية السورية ولن نصرف أنظارنا عن هذه القضية على الرغم من أن هناك محاولات في العالم، كما هو معروف، لتأجيج المواجهة في أي مسألة تقريبا تخص أنشطة روسيا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى