الاستراتيجية التواصلية للمؤسسة الأمنية وقربها من المواطنين المغاربة يغيظان فؤاد عبد المومني

يدرك المستمع لحوارات فؤاد عبد المومني ورباعته أنهم غارقون في مستنقع من الأفكار الملوثة والتي لا تفرز لنا إلا كائنا ماسخا، خاصة عندما يتحدث من إيدلوجية بالية، تحمل في طياتها ديكتاتورية راديكالية تجعل متبنيها يدور حول نفسه باحثا عما يدعم فرضيته ومتغافلا عن كل ما يزعج نظريته ويشكك فيها.

منح فؤاد عبد المومني نفسه الحق بمصادرة حرية المؤسسات العمومية في التواصل المؤسساتي، وانتقد التفاعل الإيجابي للمؤسسة الأمنية ومديرها العام مع وسائل الإعلام وكذا الإنفتاح المرفقي لجهاز الشرطة على محيطه الخارجي، مبديا رغبته في أن ينزوي هذا الجهاز بنفسه، كي يحقق عبد المومني مآربه و أصحابه ويتفننون في تشويه سمعة المؤسسة الأمنية مستشهدين بزمن الرصاص الذي خلفه القرن الماضي.

التساؤل الغريب هو كيف يعقل لشخص يزعم أنه مدافع عن حرية التعبير، ينازل اليوم من أجل قمع انفتاح المؤسسة الأمنية، ويسعى جاهدا لإخراس صوتها الذي يعكس شفافية الجهاز الأمني، ويرسخ لمفهوم التفاعل القائم على الإصغاء الدائم للمواطنين وأيضا على رقابتهم لعمل المؤسسات الأمنية.

يبدو أن فؤاد عبدالمومني ورباعتو يجهلون أن مختلف بلدان العالم بما فيها تلك التي تعد أكثر تقدما، تنهج نفس الأسلوب المغربي، فتواجد المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني أو المؤسسة الأمنية في مواد إعلامية وتوقيعه على بعض الإتفاقيات والشراكات، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر إتفاقية تخص مجال التدريب وتوطيد احترام حقوق الإنسان في الوظيفة الأمنية، ليس مجرد دعاية أو تسويق بل هو رسالة تنم عن حرص المؤسسة الأمنية على ضمان حقوق المواطنين ويجعل من الوظيفة الشرطية وظيفة إنسانية.

كما أن الإعلان عن إستقبال عبد اللطيف حموشي لمديرة أجهزة الإستخبارات الأمريكية وغيرها من نظرائها يعكس لنا مدى الإقبال الدولي والإقليمي على الخبرة المغربية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب ومختلف الجرائم المنظمة العابرة للحدود.

فالتواصل والقرب يا فؤاد عبدالمومني هو النظارة التي يمكن للمغاربة منها أن يبنوا روابط الثقة مع مؤسسات بلادهم التي تسعى أنت إلى هدمها وخلق شرخ فيها، حتى تقوم أنت وعشيرتك من بث لايفاتكم والصراخ بأعلى صوت: “فين هي هاد المؤسسات لي خاصها تتواصل مع المواطنين؟؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى