بين أوهام الثورة والثروة.. الأمير الأزرق يحلم بحكم المغرب ولو كان من بوابة النيل من سمعة الوطن

تراه يتنقل بين جامعات العالم، يلقي محاضرة هنا وأخرى هناك، يقدم نفسه على أنه الضليع بشؤون الكرة الأرضية، فما بالك بشؤون وطنه الأم. يجزم أن تحليلاته السريالية هي تشخيص دقيق لواقع المغرب ومدى اندماجه داخل محيطه الإقليمي. يسعى جاهدا أن يقدم نفسه للمنتظم الدولي كونه الأمير المطلع على مفاصل الدولة، وله من الحنكة السياسية والعلمية ما يكفي لإدارة البلاد بإشارة من أصبعه الصغير. يدعي أن الحقيقة تبدأ وتنتهي عند عتبته المكسوة بنفاق رجالاته من أصحاب “المعارضة المارقة” المدفوعة الأجر.

إنه الأمير هشام، أو إرضاء لأنآه الأعلى، الأمير المنبوذ الذي ندر نفسه لجلب “التبرية” للمغرب ولأهله الشرفاء كونه أحاط نفسه بحفنة من المتملقين يأكلون الثوم بفمه، ويبجلون ما يتفوه به بشأن النظام السياسي بالمغرب والأنظمة العربية، صانعين منه “المهدي المنجزة” في نسخته اللندنية المشوهة. ومادامت نافورة الغنائم والأموال مستمرة في دورانها، سيبقى التبجيل والتفخيم قائما.

سليل أسرة شريفة جذورها ضاربة في القدم والعراقة كافة أبنائها حريصون كل الحرص على الحفاظ على اسم المغرب عاليا بين الأمم. بينما الأمير الأزرق المتواري عن الأنظار في انجلترا، لا يجد حرجا في إطلاق الفتاوى يمينا وشمالا كلها مشفوعة بالدسائس والمكائد الرامية إلى تكريس صورة سيئة عن وطنه المغرب.

فحتى حماس “ثورة الكامون” التي حلم بها ذات 2018 وحاول تعبئة جنوده لتنزيل مضامينها قد وُأِدَتْ في مَهْدِهَا وصار الكامون مجرد غبار منثور في الهواء، كون المغرب المتخيَّل في منظور الأمير الأزرق لا يستجيب لأفكار ذات نزعة “انقلابية”. وحينما استوعب أن تأجيج الأوضاع داخليا لن يجدي نفعا، حَوَّلَ الأمير هشام بوصلته صوب الصحافة الأنجلو-سكسونية، فهرع إلى صحيفة “التايمز” اللندنية ونشر على صفحاتها مقالا سرياليا يدعي من خلاله أن هناك تحالف أمني يدير بلاط الملك وحياته الشخصية وأن الأمر يستدعي تحركا جديا لما للمسألة من تداعيات واهية، وفق تكهنات الأمير النابغة.

ولو أن أزمة غلاء الأسعار والمعيشة قد أرخت بظلالها على كافة بقاع العالم، إلا أن الصحافة الأنجلو-سكسونية المحسوبة على الأمير الأزرق لها رأي آخر وارتأت أن ترمي بجمرة الشق الاجتماعي في حضن القصر الملكي، بينما تداعياتها تعود بالأساس إلى الأداء الضعيف للحكومة. ولعل ما يَشِيبُ له شعر المرء في ثواني هو كيف أمكن للصحافي كاتب مقال “التايمز” أن استطاع الإحاطة بالوضع السياسي والاجتماعي للمغرب في ظرف 48 ساعة، غادر بعدها المغرب صوب إسبانيا؟ هل أصبحت شؤون الدول طيعة المنال حد فهمها وتشخيصها بدقة حتى نتمكن من تحرير مقال صحافي؟؟. ألم نقل أن رائحة الأمير إياه تفوح من جرائد الصحف  الأنجلو-سكسونية!!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى