في محاولة لنسف التعاطف معه.. علي المرابط يلجأ للتضليل والتحريض ضد الكاتب المعارض بوعلام صنصال إرضاءً لنظام الكابرانات

في خطوة تؤكد مرة أخرى انحيازه المستمر للنظام الجزائري وموالاته الثابتة له، خرج علي المرابط في بفيديو بتاريخ 1 دجنبر على قناته في “اليوتيوب” للحديث عن قضية الكاتب الجزائري المعارض بوعلام صنصال. لكن بدلاً من أن يكشف الخلفيات الحقيقية لاعتقاله أو أن يدين هذا الاعتقال أو على الأقل أن يعلن تضامنه مع صنصال، عمد المرابط إلى تبني رواية النظام الجزائري، بل والتحريض على الكاتب المعارض المعتقل.
في الفيديو المذكور، اعتمد علي المرابط على خطاب خطير ومخادع، حيث رغم تظاهره بعدم اتفاقه مع اعتقال الكاتب المعارض بوعلام صنصال، إلا أنه سعى إلى تأليب الرأي العام ضد هذا الأخير من خلال التركيز على ربطه باليمين المتطرف الفرنسي وتسليط الضوء بسوء نية واضح على تصريحات سابقة له حول الإسلام، مدعيا أن صنصال كان يهاجم هذا الدين ويهاجم المسلمين، الأمر الذي لا علاقة له بالقضية التي اعتقل من أجلها.
والأدهى أن علي المرابط خلال تطرقه لقضية بوعلام صنصال، تعمد تجاهل التصريح الرئيسي الذي كان السبب الحقيقي وراء اعتقال الكاتب الجزائري المعارض. هذا الأخير الذي قال بأن نظام الكابرانات اختَلقَ البوليساريو لزعزعة استقرار المغرب وتهديده.
وفي محاولة منه لنسف تعاطف الجزائريين معه، فضل المرابط في المقابل التركيز أكثر على تصريحات أخرى لصنصال تتعلق بحقيقة مغربية جزء غربي من الجزائر حاليا، متبنيا رواية أبواق الكابرانات بشأن الإساءة إلى الوحدة الترابية الجزائرية رغم أنها ليست التهمة الرسمية التي يتابع من أجلها صنصال حاليا، حيث يتابع هذا الأخير بتهمة ملفقة تتعلق بالتخابر مع جهات أجنبية بعدما فشل النظام في تجريم تصريحاته حول مغربية المناطق التي تحدث عنها صنصال، لأنها صحيحة تاريخيا.
علي المرابط لم يكن الوحيد الذي تبنى هذا الموقف. الصحفيان الإسبانيان إغناسيو سيمبريرو وفرانسيسكو كاريون أظهرا مواقف مشابهة، حيث كرسا مقالات وتصريحات لدعم رواية النظام الجزائري بطريقة أو بأخرى. سيمبريرو، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل تجاه المغرب، لطالما أبدى ميلاً لدعم السرديات التي تصب في مصلحة الجزائر، في حين أن كاريون تبنى نفس الخطاب في سياق مشابه.
المثير للقلق في مواقف هؤلاء الصحفيين هو السعي لتبرير القمع تحت ذرائع واهية، مع التركيز على نقاط جانبية لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة لحرية التعبير. ففي حالة صنصال، يبدو أن الهدف هو تمييع النقاش وإضفاء الشرعية على ممارسات النظام الجزائري بدلاً من الدفاع عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ويأتي موقف المرابط كجزء من سلسلة طويلة من التناقضات التي ميزت خطابه الإعلامي. فبينما يروج لنفسه كمدافع عن حرية التعبير، يبدو أنه ينتقي القضايا التي يدافع عنها بعناية تخدم أجندات معينة. ففي الوقت الذي كان عليه أن يناصر كاتباً معارضاً اعتقل بسبب رأيه، اختار بدلاً من ذلك أن يلعب دور المحامي غير الرسمي للنظام الجزائري، مبرراً اعتقاله ضمنياً عبر محاولة تشويه صورته.
هذا الموقف يضع المرابط في خانة المتواطئين مع القمع، خصوصاً أنه ليس من المستغرب عنه استخدام أساليب التلاعب بالمعلومات لخدمة روايات محددة. ولعل خطابه الأخير حول بوعلام صنصال ليس سوى مثال جديد على هذه الاستراتيجية التي تفتقر إلى النزاهة المهنية.