التنصت على الهواتف.. منظمتا “أمنستي” و”فوربيدن ستوريز” تمارسان التجسس الموازي والتخابر ضد المغرب

خلال هذه الأيام المباركة، تجري التحضيرات على قدم وساق بالمغرب لاستقبال عيد الأضحى. إلا أنه وسط هذه الأجواء الاحتفالية، نام المغاربة واستفاقوا أمس الأحد، ليجدوا أنفسهم في قلب زوبعة لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وككل سنة، يَنْهَلُ جموع المغاربة في هذه الفترة من قاموس الحولي والفاخر وبولفاف وما جاورهما، في حين خرج علينا الأعداء بتحقيقات متبدلة تريد أن تحشر أنف المغاربة عُنْوَةً في قواميس التجسس والتصنت و”رخي وذنك مع لاخر”.
كل فاسد لا يستطيع تقويم اِعْوِجَاجِهِ يعتقد أن العالم مثله، تلكم هي محنة منظمتي “أمنيستي” و”فوربيدن ستوريز” اللتان يبدو أن قدرهما أن تتهاويان أمام إنجازات المغرب، و تَخْرُجَانِ لنا بين الفينة والأخرى، بتقارير- إن جاز لنا وصفها كذلك”- تدليسية لما تكشف عنه من تحيز فاضح وتكريس لعداء مجاني اتجاه المملكة، تترجمانه في شكل حملات ممنهجة شعارها “طاحت السمعة علقو لحجام”.
وبالعودة إلى الوراء قليلا، نشرت حوالي 17 مؤسسة إعلامية، أمس الأحد 18 يوليوز، تحقيقا بمباركة من منظمة العفو الدولية، يتضمن معطيات أقل ما يقال عنها أن من يقفون ورائها تستهويهم لغة الأرقام لتهويل الأوضاع وتكريس الرعب لدى المتلقي.
التحقيق إياه كَالَ للمغرب اتهامات باطلة، بل تبعث على السخرية، لاسيما وأن الأرقام التي كانت من نصيب المغرب تكرس لتناقض صارخ وفضحت غباء الواقفين ورائها.
كيف يعقل أن المغرب متهم باستهداف 10.000 رقم هاتف من مجموع 50.000 جاء على ذكرهم التقرير؟ هل يعقل أن المغرب تَحَوَّزَ لوحده على% 20 من مجموع الهواتف موضوع التقرير؟
هل بَاحَتْ المنظمتان الغير منتظمتان عن مَكْنُونَاتْ لاوعيها بخصوص أهمية المغرب على المستوى الإقليمي؟
فبحسب ذات التحقيقات التي نشرتها المؤسسات الإعلامية، مكنت الخبرة التقنية من تأكيد “محاولة اختراق” برنامج تجسس المجموعة الإسرائيلية ل 37 هاتف فقط من مجموع 50.000 هاتف موضوع التحقيق.
كيف يمكن إذن ل “أمنيستي” و”فوربيدن ستوريز” الجبارتان أن تفسر لنا هذا المعطى التقني؟
أين ال 10.000 رقم هاتف التي يتصنت عليها المغرب من هذه الخبرة التقنية؟
ثم كيف حصلت هاتان المنظمات على هذه الأرقام؟ أيعقل أننا أمام أجهزة تتجسس على جهاز التجسس بيغاسوس الإسرائيلي الصنع؟ أو ربما ارتقت فوربيدن ستوريز إلى مصاف المؤسسات الاستخباراتية؟ هل نحن أمام استخبار موازي؟
أسئلة وأخرى ستبقى مبهمة، لأن أي جواب عنها قد يكشف عورة المنظمتان “الشفافتان”، ويحرجها أمام العالم و لن تستطيع آنذاك التراجع عن الأرقام المعلن عنها. فكما يقال لكل امرئ من اسمه نصيب ول “فوربيدن ستوريز” النصيب الأوفر من اسمها، حيث يفيد ما معناه “القصص الممنوعة” في موطنها الأصل طبعا، لذلك تجدها تستثمر الوقت والجهد والمال لنشرها خارج رقعتها الجغرافية علها تجد أذانا صاغية.
كفاءة أصحاب التقرير لا تضاهيها كفاءة أخرى، لأنهم استطاعوا وبحنكة قل نظيرها أن يتحصلوا على مجموع المبالغ التي صرفها المغرب للتجسس على الهواتف. المغرب ياسادة خصص غلافا ماليا يزيد عن 5 ملايير للتجسس على 37 رقم هاتفي. أي ربح قد تجنيه الأجهزة الأمنية المغربية من هذه الحماقة؟ هل انتهت الأوراش التنموية واستقامت الأوضاع الاجتماعية حتى تسجل خزينة الدولة فائضا ويرتئ عقلاء البلاد استثماره في تجارة التنصت التي لا طائلة تُرْجَى منها إلا تضرر طبلة الأذن؟
وأمام كل ما سبق، فليس بغريب أو جديد على منظمات من طينة أمنستي أن تعد تقارير منحازة بخصوص المغرب، فقد سبق لها السنة الماضية وأن أصدرت استطلاعات بخصوص قضية التجسس على هواتف الصحافيين والنشطاء بالمغرب، وهي الاتهامات التي تصدى لها المغرب بحزم وشدد من لغة تخاطبه مع المنظمة بدعوتها إلا إخراج ما بجعبتها من أدلة ملموسة. وإلى حدود اليوم ينتظر المغرب أن تكشف أمنستي عن أدلتها الغير موجودة.