مايسة سلامة الناجي.. سنوات من التدوين السياسي لتضليل المغاربة

المتتبع لآراء المدونة مايسة سلامة الناجي، -إن جاز لنا طبعا تصنيف ما تخطه يداها ب”الآراء”،- يتبين له أن هذه الأخيرة تنتهج سياسة النحلة التي تقضي حياتها في التجول على سطح الأزهار الغنية بالرحيق لأنه يسيل لعابها، وتحوله في نهاية المطاف إلى عسل ينتظره الناس بشغف.

كذلكم هي مايسة سلامة الناجي، تقضي معظم وقتها في تصيد ما تراه من منظورها “هفوات” الساسة والمسؤولين المغاربة، وتحولها إلى مادة خام تطوعها في يدها بالكيفية التي تريد، لاستقطاب شريحة مهمة من المغاربة التواقين إلى “من يبرد ليهم القلب” في مدبري الشأن العام.

ولأن الهشاشة الفكرية وثقافة الاستهلاك دون التدقيق شائعة في مجتمعنا، فقد تمكنت مايسة الإخوانية سابقا، من إقناع المغاربة أنها نذرت نفسها ووقتها للدفاع عن “المُفَقَرين” كما يحلو لها تسميتهم، حتى تعمق في نفوسهم الإحساس بهذا التنصيف وبالتالي تضمن لعروضها الافتراضية مزيدا من المتابعين المُخَدرينْ.

إنما تبقى النحلة أكثر ذكاء و نباهة، كونها تمارس روتينها اليومي في امتصاص رحيق الأزهار دون أن تخطئ عينها مراحل العملية في رٌمَتهَا. لكن الصيادة مايسة المتخفية في جبة المؤثرة السياسية، كثيرا ما تعاكس آرائها بشكل يٌظْهرُ نواياها الحقيقية اتجاه المغاربة وما تتوخاه من خرجاتها الاستعراضية أمامهم.

“رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس بشأن مقاطعتنا للانتخابات القادمة 2021″، عنوان فخم ومضمون لن يقل فخامة عن العنوان. انطباع أولي سرعان ما يتكسر على صخرة الرسالة إياها. والسبب؟؟

رسالة مايسة إلى عاهل البلاد ما هي إلا تزكية لما أتينا على ذكره أعلاه، كونها تعكس كم التناقض الذي تحمله في آرائها. تارة تدعو المغاربة إلى الانخراط بجدية في انتخابات 2021 وتنتقد بالمقابل دعاة مقاطعتها، وطورا تُظْهرٌ راديكالية منقطعة النظير وعدمية مفرطة، بدعوتها إلى مقاطعة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة والتشطيب على أسماء المواطنين من اللوائح الانتخابية، والعهدة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحتفظ لها بالكثير مما يثبت القول ونقيضه.

يبدو أن الحماسة أخذت مايسة أكثر من اللازم، معتقدة أنها ذات شأن وتأثير يٌذْكرْ على الحياة السياسية المغربية، وأنها قادرة على إحداث رجة في موازين القوى داخل البلاد. أو أنها ربما اعتبرت نفسها وريثة الصحافي المقتدر خالد الجامعي وخُيلَ لها أنها ستسير على خطاه في رفع الرسائل إلى عاهل البلاد.

لا يمكن الضحك على ذقون المغاربة، كما تقول وتعيد مايسة في مجمل خرجاتها، وهي على حق تماما كون تقلد مسؤولية الحديث باسم الشعب لن تُقْدمَ عليه “بيليكي”، لاسيما كلما انخفضت السيلولة ارتفع منسوب الحماسة والتجول على سطح الأزهار بحثا عن الرحيق تماما كما تفعل صديقتنا النحلة.

ملاحظة أخيرة، مايسة سلامة الناجي هي مثال حي عن كيف يمكن للمرء أن يكيف مواقفه السياساوية مع متغيرات الحياة والجيب، ومع منطق الغاية تبرر الوسيلة. لكن أيا كانت الأهداف والأطماع لا أحد من حقه أن يجر المغاربة في أذياله وأن يفرض آراؤه بالقوة، كما جاء ذلك في رسالة الناجي التي ختمتها بتوقيع المغاربة.

اللهم الوصاية بنفسك، ولا وصاية لأحد على المغاربة ولا راد لنتائج صناديق الاقتراع المقبلة، لأنها تعبير صريح عن التطلعات المستقبلية للمغاربة، وانتهى زمن “one-woman-show” السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي.

مايسة تتغنى بالديمقراطية وهي أول من يخل بقواعدها، حينما تدعو الملك إلى التدخل في الحياة السياسية. مايسة تريد البلاد بلا أحزاب، مايسة تريد البلاد أن تسير على عجلة واحدة وهو ما لا يمكن أن يقع في بلاد تحترم دستورها الضامن للتعددية الحزبية وللمواطن كامل الحرية في اختيار من يمثله وفقا لبرنامجه الانتخابي.

وفي هذا الصدد، لا يختلف اثنان على أن مايسة سلامة الناجي تمارس “التشيار السياسي” في تناول انشغالات المواطنين هاته الأيام، بشهادة الصحافي المغربي يونس دافقير:

خلاصة فيديو مايسة :
شوف اسيدنا، عندك شهرين ونص، يا تصيفط هاذو للحبس، يا غنقاطعوا الانتخابات!!!
على كل حال، سبق للدكتور…

Publiée par ‎يونس دافقير‎ sur Lundi 7 juin 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى