جنوب إفريقيا تواصل عداءها التاريخي تجاه المغرب وتشن حرباً دبلوماسية للتلاعب بالمسار السياسي الأممي في قضية الصحراء

بعد سنوات من القطيعة ورغم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 2016، لازلت جنوب إفريقيا تواصل سياسة العداء التاريخي تجاه المملكة المغربية، حيث قام الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا، اليوم الثلاثاء، باستقبال زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية،إبراهيم غالي، بالقصر الرئاسي بالعاصمة بريتوريا.

إبراهيم غالي

وحسب ما أعلنت عنه الجبهة الإنفصالية فإن زيارة غالي لجمهورية جنوب إفريقيا جاءت بدعوة رسمية من الرئيس سيريل رامافوسا، وقد أشار العديد من المحللين السياسيين أن الهدف الأوحد من هذه الزيارة “المشؤومة” هو استفزاز مشاعر  المغاربة عبر شن حرب دبلوماسية على المغرب في قضية الصحراء، وهي الخطوة التي اعتبروها بالغبية خصوصاً وأن الرباط حققت انتصارات باهرة وحصدت دعماً دولياً وسعاً لفائدة مقترح الحكم الذاتي.

ويمثل الموقف “الاستفزازي” لجنوب إفريقيا، رد فعل عن إعلان العديد من دول العالم، وخاصة الإفريقية منها، عن تحولات عميقة في مواقفها تجاه الصحراء المغربية، حيث عرفت المملكة المغربية منذ سنة 2019 تحركاً دبلوماسياً واسعاً في القارة الإفريقية لتشجيع الدول الصديقة  على فتح تمثيليات دبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

هذا التفوق الدبلوماسي للمغرب أثار حفيظة وغضب جبهة “البوليساريو” الانفصالية وجنوب إفريقيا، ومن أجل الرفع من درجة  التصعيد السياسي إزاء المغرب، حاولت المخابرات الجنوب إفريقية حشد العشرات من المساندين لجبهة البوليساريو ”  أمام سفارة المغرب في بريتوريا، في خطوة وصفها سياسيون ب “الهجومية” كما أكدوا أن جنوب إفريقيا تحاول خلق مناورات واهية لتحريف مسار قضية الصحراء.

تجذر الإشارة، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي حظيت بدعم واسع من طرف العديد من أعضاء مجلس الأمن، حيث اعتبر هؤلاء الأعضاء أن هذه المبادرة تظل هي الأساس الجاد وذو المصداقية الكفيل بإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، كما كرسته قرارات مجلس الأمن منذ عام 2007.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى