رغم الجائحة والجفاف.. المغرب يرصد مليار دولار من أجل النهوض بالقطاع الفلاحي

دائما ما عمل المغرب على تجاوز الصعاب والمحن، حيث تمكنت المملكة بفضل السياسة المولوية الشريفة من تجاوز جائحة كورونا، فالمغرب يعد من الدول السباقة في الحصول على لقاح كورونا، حيث وبفعل الأوامر الملكية تمكن المواطن المغربي من الحصول على جرعات اللقاح مجانا، ليحتل بذلك المغرب الريادة الصحية على المستوى القاري.
ولم ينسى المغاربة الدور الكبير لصندوف تدبير جائحة كورونا الذي أحدثة جلالة الملك محمد السادس، والذي مكن من مساعدة الملايين من المغاربة لتجاوز هذه الجائحة، ناهيك أن المغرب كان من الدول الافريقية الأولى التي عملت على إنتاج لقاح ”سينوفارم”.
أما هذا العام فقد شهد الموسم الفلاحي نقصا كبيرا في التساقطات المطرية؛ حيث بلغ المعدل الوطني للتساقطات لحد الآن 75 ملم، مسجلا بذلك عجزا بنسبة 64٪ مقارنة بموسم عادي.
لذلك عمل جلالة الملك محمد السادس على رصد أكثر من مليار دولار أمريكي، لمواجهة آثار الجفاف، وذلك خلال لقاء جمعه برئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي.
ويهدف البرنامج الطارئ “للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين”.
وستخصص 10 مليارات درهم (940 مليون يورو) لتمويل هذا البرنامج، وهو يرمي لحماية رأس المال الحيواني والنباتي وإدارة نقص المياه، وكذلك تمويل عمليات إمداد السوق بالقمح والأعلاف وتخفيف الأعباء المالية للمزارعين.
ويشمل البرنامج “تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي”.
فالبرغم التحسن في المحاصيل عام 2021، فقد أثر الجفاف بشكل كبير على الزراعة في بداية عام 2022.
وأَسِفَ الديوان الملكي المغربي لأن “هذه الوضعية المناخية والمائية الحالية تؤثر سلبا على سير الموسم الفلاحي، خاصة الزراعات الخريفية وتوفير الكلأ للماشية”.
ووفق بيانات رسمية، فإن احتياطيات السدود في أدنى مستوياتها، إذ بالكاد بلغت نسبة الامتلاء 33 بالمئة الأربعاء، مقابل 48 بالمئة في نفس الوقت من العام الماضي
يشار إلى أن اقتصاد المملكة المغربية الذي تضرر بشدة من الأزمة الصحية، يعتمد بشكل كبير على القطاع الزراعي الذي يعد المساهم الرئيسي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 14 بالمئة.