سألت جدي ما علاقة الوطن بالوطنية !

كثر اللغط في الآونة الأخيرة ممن سخط وأصبح ينفث سم أعداء الوطن بلسانه في وجه رموز البلاد. هكذا هو حال البعض من بني جلدتنا ممن اختاروا الاستقرار في الخارج بعد تراكمات من الفشل في حيواتهم المهنية داخل المغرب، ليتحولوا بين عشية وضحاها إلى أتقياء يتكلمون بلسان العباد المقهورين في نظرهم، والغريب في الأمر أنهم يدّعون أنهم ضلعوا وبلغوا من الفهم والوعي ما لم تبلغه العامة ولا النخبة المثقفة، لدرجة أنهم أصبحوا يُنضّرون في مفهوم الوطنية والوطن ويُخَوّنون كل من يعاكسهم.

حقيقة هؤلاء أنهم اتبعوا شيطان المال لكنهم ضلوا ونسوا المآل، نسوا بأن من يُقامر في جلسات “العيطة” قد يخسر حتى سلهامه قبل المغادرة. في الحقيقة هم يتناسون خير البلاد عليهم، وذلك بعد أن درسوا وترعرعوا فيها واشتد عودهم لينقلبوا عليها بالانتقاد والهجوم على رموزها بعد مراكمة الفشل ومحاولة الربح السريع دون عناء. وكما يقول المثل المغربي، “الله يحسن لعوان: اللسان ماضي والدراع مكادي”.

أمثلة كثيرة، لكن الحقيقة واحدة: تحقيق المصالح الشخصية لا غير. وإذ كان لا بد من سرد أسماء، فيكفيك أن ترقن كلمة “خونة المغرب الجدد” على  منصة يوتوب لتجد من الأسماء من ارتبط بفضائح وابتزاز وغيرها من الأعمال المجرمة شرعا وقانونا، لكنهم يكابرون في ذلك ويهاجمون بلدهم في سبيل مصالح زائلة، لدرجة اصطفافهم إلى جانب جهات معادية لبلدنا والمضي في إعطاء دروس في الوطنية، لكن ضربا في الوطن. وبطبيعة الحال عن جهل، لكون غالبيتهم لا مستوى ثقافي لهم غير كونهم أصبحوا في رمشة عين من المعارضين بعد كشف حقيقة مطالبهم الابتزازية أو فضح ماضيهم الوصولي والانتهازي !!!!

وبعد إزالة الغشاء عن مكايدهم وفقدان المصداقية في ادعاءاتهم لدى العامة، آن لأبي المُرابط أن يمد قلمه نصرة لمن يدعون الوطنية “الصادقة” التي تخلى عنها هذا المثقف بعدما خبر كيفية الدفاع عن الوطن لما كان مستفيدا من منصبه داخل وزارة الخارجية. إذ بعد انقطاع حبل “المانضة” انقلب ضد وطنه، لكونه يجهل بدوره معنى كلمة الوطن وروح الوطنية التي تحركه حقدا وتحسرا على ما قد يكون ضاع من بين يديه، ليصبح مدافعا عن ثلة من الانتهازيين والمتلونين بلون المصالح.

لن أجيب أو أخوض في ماضي هذا الرجل أو كفاءته اللغوية، لكن المعرفية منها قد غاب عنها أن معنى الوطن والوطنية لا يفهمه إلا الأصيل والمحب لوطنه رغم الظروف والراغب في التغيير للأحسن، لا المصطف مع أعداء وطنه، أما تعريفهما فقد جاء على لسان جدي رحمه الله، حينما قال: “الوطن أرض وحدود، إنه إرث الجدود، والوطني يا علي، هيام بالوطن“. (بيت من أنشودة يرددها الأطفال في المخيمات الصيفية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى