نعيمة الحروري ناعية وفاة إحدى ضحايا توفيق بوعشرين: “ستبقين يا أسماء شوكة في خاصرة كذبهم ونفاقهم”

رحلت يا أسماء وما رحل عنك الأذى..
عناوين هنا وهناك تتاجر بالموت والدمع.. وتعاليق هنا وهناك تقطر شماتة وتشفيا..
بواكيك اليوم ما أكثرهم يا عزيزتي..
أين كانوا يوم كنت تتجرعين الألم وحيدة وتلعقين جراحك التي لم تندمل يوما..
صمتوا يوم كانت أبواق السوء تنهشك صباح مساء.. وصموا آذانهم عن حشرجات آلامك.. وأنين لياليك..
غربان السوء لا تزال تنعق يا عزيزتي.. لم يرحموا أمومتك حية وميتة..
تبا لهم أنا وجدوا..
تبا لهم عدد ما نزل من مقلتيك من دمع.. تبا لهم عدد ما نفث صدرك من زفرات الوجع..
تبا لهم عدد الليالي التي صارعت فيها الجراح..
تبا لهم عدد كل أناتك.. آهاتك.. عبراتك.. تبا لهم وتب.
أشهد أيتها الغالية أنك حاولت لملمة شتاتك.. وما تبقى من حياتك.. تحذوك أمومتك الفتية.. لكنهم كانوا يمعنون في أذيتك في كل مرة ويكسرون مجاديفك..
لا سامحهم الله تجار المآسي..
لا سامحهم الله تجار الدين وحقوق الإنسان..
ستبقين يا أسماء شوكة في خاصرة كذبهم ونفاقهم..
وستبقين خالدة في قلوبنا أيتها النوارة يا أم صوفيا.. صغيرتك البريئة التي نالها الأذى قبل مولدها وبعده.. صوفيا التي ستكون أم أخيها الذي لم ير من أخرجته لهذه الدنيا وكانت فرحة بقدومه..
حسبنا الله ونعم الوكيل..
حسبنا الله ونعم الوكيل..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم ارحم أسماء.. اللهم لا ترحم كل من آذاها..