هشام جيراندو… زوبعة باردة في فنجان ضيق (كاريكاتير)

بين فيلا إفران التي ألحقها بسجلات “اقتصاد الريع” في ظروف غامضة تحت اسم عبد اللطيف حموشي دون أن يُدلي بما يفيد أو حتى أن يكون للمالك “المفترض” علم بالأمر، وبين شتات أسري ما فتئ يتزايد بفعل بُعد المسافة بين المغرب و كندا من جهة، ثم فقدان متعة التجمع العائلي الذي كانت تحظى به أخت الناقم هشام جيراندو داخل عشها الزوجي، وهي ترى أبنائها وزوجها مُتحلقين حولها، لتستفيق على واقع مرير فرض عليها شقيقها النصاب تحمل تبعاته القانونية، يَغلب اليوم على تحركات الهارب من العدالة المغربية طابع “التحدي” لا شرفا وإنما مصدره قناعة داخلية مُؤداها “ما عندي ما نخسر” لأنه فعلا خسر كل شيء وقد ضاقت به الدنيا بما رَحُبت.

الجاحد تمنى السجن والتعفن داخل زنازينه الباردة لمسؤولي المملكة الشرفاء فلم يصطفي “القضاء” والقدر المحتوم إلا ذويه وأنزلهم منزلة نكراء بالسجن نظير خروقات قانونية تورطوا فيها بتحريض مباشر منه. لقد أراد للفضيحة وسؤال “من أين لك هذا” أن تخرج من بين أركان مدينة إفران الهادئة لتتصادم مع شخص كبير أمنيي الوطن فكانت الأدلة المتواجدة بالمحافظة العقارية دليلا قاطعا على استهداف مباشر وهوس لا متناهي بمسؤول يفعل كل شيء إلا أن ينصاع لأهواء المجرمين والخارجين عن سواء السبيل.

واليوم يستعد لمواجهة مفتوحة الجبهات مع محمد صالح التامك المندوب، العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج… أمولا نوبة زعما ولماذا كل هذا الحنق؟؟ لأن الدولة المغربية وهي تكبح فرامل الجريمة وتُلحق المجرمين بالمؤسسات السجنية وفقا لتوزيع جغرافي هي أدرى بضرورته وغاياته يُطالبها أحد الفارين منها اليوم بأن تفكر لأم عبد الرحيم كيف ستتنقل إلى غاية مدينة واد زم لزيارة ابنها.

هل فكرت أنت قبل المؤسسة في مصلحة ابن شقيقتك الشاب عبد الرحيم قبل أن تسوقه كالنعاج إلى مصير مشؤوم؟ هل فكرت أم عبد الرحيم نفسها في فلذة كبدها وهي تسلمه بيدها لخال عديم الذمة والضمير؟؟

لك ولشقيقتك المصون نقول: اللي ما رباوه والديه يربيه المخزن

وفي المحصلة، المتبع لتحركات المعني بالأمر لا يحتاج إلى الكثير من الخيال ليلاحظ التزامن المريب بين تزايد حدة الخطاب الخارجي لجيراندو ومحاولات بعض المقربين له تصدير أزمات قضائية أو استغلالها. فحين تصبح الاتهامات المتبادلة على شاشات الإنترنت ملاذا لتبرير مواقف شخصية، يتحول الفعل إلى غطاء يربط بين مصلحة شخصية ومحاولة خبيثة لتشويه مؤسسات الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى