جيل زد المغربي بين روح الإصلاح ومكر الطوابرية

يشهد المغرب في الأسابيع الأخيرة دينامية جديدة في التعبير المجتمعي يقودها شباب “جيل زد”، الذين يعبرون عن مواقفهم بأساليب مبتكرة تمزج بين التحركات الميدانية السلمية والنشاط الرقمي المكثف (مع غموض من يقف وراءه)، ساعين إلى تقوية المؤسسات العمومية لا تقويضها، ومطالبين بإصلاحات حقيقية في مجالات الصحة، التعليم، والتشغيل.

لكن سرعان ما وجد شباب “جيل زد”، الساعين للإصلاح والشفافية والمواطنة، أنفسهم ضحية للطوابرية!!  وذلك نتيجة سذاجتهم وقلة خبرتهم، إذ أتاحوا لأعداء الوطن فرصة الظهور عبر منصة “ديسكورد” في بودكاست “المفيد بلا فلتر”، مما سهّل لهم العبث بعقول الشباب. فكيف يمكن لشخصيات فاسدة، متورطة أمام القضاء وملفوفة بقضايا أخلاقية جسيمة، أن تصدر فتاوى حول حال البلاد تحت شعار «ضحايا حرية التعبير»؟

استضافة “GENZ212 Podcast” لشخصيات تغيّر ولاءها بحسب اتجاه الريح، وتتزين بخطاب الحرية والديمقراطية لتغطية ماضٍ مثقل بالتناقضات والأخطاء، أدّت إلى وضع شباب المنصة في دائرة الازدواجية الأخلاقية. فبينما كان الهدف المعلن فتح النقاش وتبادل التجارب، لم يدرك هؤلاء أن استدعاء وجوه فقدت مصداقيتها أمام الرأي العام لا يخدم وعي الجيل الجديد، بل يربك بوصلته الأخلاقية.

أضف إلى ذلك، فإن الطوابرية من قبيل أبو بكر الجامعي، عمر الراضي وتوفيق بوعشرين، الذين يزخر سجلهم القضائي بسوابق الاحتيال المالي والانتهاكات الجنسية، وبعد فقدانهم لمصداقيتهم في أعين المواطنين الذين استقصوا كذبهم وبهتانهم بالدليل القاطع، يحاولون اقتناص أي فرصة سانحة للظهور بزي المناضل، ليتحدثوا باسم “الحرية” و“الشعب”.بينما لا تتجاوز دوافعهم الرغبة في العودة إلى الأضواء، وتخصيب صورة جديدة لهم أمام الرأي العام، مستعينين في ذلك بدعم جهات معادية للمملكة توفر لهم كل الوسائل المادية واللوجستية اللازمة مقابل الضرب في المغرب ومؤسساته.

إن جيل زد المغربي، حامل شعلة الاحتجاج السلمي ورافع سقف النقاش الوطني، مدعو اليوم إلى التمييز بين المناضل الحقيقي الذي يواجه التحديات بصدر مكشوف وبين الطابوري القديم الذي يغيّر الشعارات كما يغيّر المواقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى