سليمان الريسوني.. حينما تُغذي الريشة الحقائق وتدحض التزييف (كاريكاتير)

ماذا لو أخطئوا في الخطى وهم يجوبون كافة أركان المنصات الاجتماعية للدفاع عن نقاء سريرة مزعوم وعن دماثة أخلاق وشجاعة آسرة لنفخ الروح في سمعة وُلدت ميتة أصلا؟؟ ماذا لو اقتادوا رفيقهم “المثلي” صوب حذف معنوي جديد، وهم يختبئون ورائه للتحرش بالوطن وإطالة أمد “الجَدبة” الرقمية، التي أَلِفُوهَا وصاروا يتلذذون بها غاية نسيانهم دوافعها الأولية.. البحث المضني عن عدالة اجتماعية وحقوقية مُغيبة “كذبا وبهتانا” !!  

الحال أننا ابتلينا بمنافقين يَغرفون من مَعين الفساد والمجون حد الارتواء “ليلا” ليخرجوا نهارا جِهَارا معلنين حربا ضروس ضد “الفساد”. وما أن تجف أقلامهم وتنكسر شوكة عُنفوانهم حتى يتمسكوا بأهداب الفضيلة الدينية، رافعين أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يرفع الشر عن البلاد والعباد. بل ويتوعدون خصومهم “الوطنيين” بالهلاك وسوء المُنقلب، وفق سرديات “جبروت” الجزائرية التي تُثير نهم سليمان الريسوني المنفي طوعا بدولة الكابران قيس سعيد.

الرجل الذي أراد أن يكون صحافيا “جادا” رغم أنف “المخزن” يتلظى، منذ زمن، بين نيران الالتصاق بقوم لوط وبين سُفه “الشماكرية” دون أن يتلمس سبيلا إلى الدوافع الكامنة وراء فشله “مهنيا”، يُراهن اليوم باستقراره الأسري، بل ويَهبه كقربان لتونس “الخضراء” وجزائر الكابرانات، ثم صحافة الاسترزاق الأجنبية للانتقام من وطن لم يفعل أكثر من تطويق هوسه الجنسي بتخليص الشاب آدم من قبضته.

وكما يقول الأسلاف “رفقة من ولى كتورت البلا”، فإن سليمان الريسوني لم يحظى بدفاع مستميت إلا من رفاق يُشاركونه الفسق وهوى النفس الميالة إلى المُجون بكافة تلاوينه. فمن كان ليظن أن توفيق بوعشرين قد يتنكر لحزب العدالة والتنمية في شخص عبد الإله بنكيران دفاعا عن رفيق الدرب في الاغتصاب وإتيان الخلائق “غدرا”؟!. بنكيران الذي يُسابق الزمن لإيجاد موقع قدم له ضمن الخريطة السياسية القادمة قد شد عضده ببوعشرين، ولو ضمنيا، بمناسبة “كلامه في السياسة” تشفيا في غريمه السياسي عزيز أخنوش.

واليوم يطرحه أرضا في محاكمة فايسبوكية طويلة عريضة لأنه أتى أمرا يخص رفيق “حساس” !! مما يشي بأن علاقة مغتصب النساء بالإسلاميين تنتقل من الوفاق إلى الشقاق، وإن كان لها أن تعتنق “الشقاق”، منذ سنوات، لأن جل متاعب صاحب غزوات الكنبة كانت بفعل مناصرة الإسلاميين بإيعاز من قطر.

إن غضبة بوعشرين على شيخه بنكيران تُذكرني بما قاله ونستون تشرشل: “في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة”، مع إمكانية توسعة القول ليشمل حتى الإعلام، لأن بعض المنتسبين له ليسوا إلا أدوات دعاية وتهويل تتلقفها أيدي الرُعاة الرسميين لتمرير طروحات إيديولوجية وفكرية ما كان لها أن تمر بسلاسة إلا على ألسنة من احترفوا “الكلام” ونقيضه.

و “الواد اللي دا بوعشرين ما خلى لبنى الفلاح”.. لبنى السريعة التي ترك لها سيدها محمد زيان “إرثا عظيما” جريدة “روتيني اليومي”، من حيث تُتحف القراء بما يُكتب على مقاس “منشفة وهيبة” الشيخ المتصابي كي تُلمع عبرها صورة فاسد قد تيبست في الأذهان بفعل انحلاله الأخلاقي، أبت إلا أن تخوض غمار التضامن بدورها وتقول لسليل آل الريسوني “معزتك من معزة قيدوم المغتصبين محمد زيان”، وباصطفافها دائما إلى جانب “المعتلين” جنسيا نُوصيها أن تنتقل بالتجربة الإعلامية التي بين يديها لترتقي إلى مستوى “مجلة إباحية”.

وبالعودة إلى المتأسلمين الخطر على استقرار المجتمعات، يعتلي مشهد التضامن حسن بناجح، رجل سليط اللسان ومُتجهم الوجه، يتأبطا غزة تحت إبطيه “المتسخين” لأن في مجالس الأنس “الروحي” لدى جماعة العدل والإحسان قد حشوا دماغه، منذ نعومة أظافره، بأن الحفاظ على الماء أثمن من استعماله في نظافة الجسد قبل الروح. يُسِرُّ الأخير لرفيقه في جلسة المشاوي والخمر المعتق حيث سقى الضيوف بنفسه، “سليمان الريسوني لست وحدك”، رغم أن تونس قد ضاقت عليه بما رحُبت لأنه فعلا لوحده “جسدا وروحا” كنتيجة حتمية لحياة حياها خارج القانون فانفض الناس من حوله.

بينما المعطي منجب الذي يهوى الأدخنة المتصاعدة من فوهة “الشيشة” ويُخفي الأرصدة البنكية السمينة القادمة من دول أجنبية في ثنايا قلبه حتى لا تصل إليها يد “المحاسبين”، هو الآخر يُعدد مناقب سليمان اللاقانوني ويرفعه إلى منزلة الصحافي الشجاع المنخرط، بلا هوادة، في رحلة “مسافة المائة ميل تبدأ بخطوة واحدة” بهدم التواثب وإضعاف الوعي الجمعي حتى آخر ميل في الرحلة. والجائزة تضامن عشائري يتوهج كلما سدد ضربات في وجه الوطن. ويعزز طرحه هذا الرفيق فؤاد عبد المومني الذي تحدث باستفاضة عن “مبادرة انقلابية” و “متابعة غاشمة” لصديقه الجسور على “المستضعفين” يلفت انتباه المتيقظين بها، من حيث لا يدري، أن مصطلحات العشيرة هي تدوير فاضح لنهجهم المعهود.

وختامها مسك من بلاد الصقيع حيث يختبئ الهارب من العدالة المغربية هشام جيراندو الذي أثلج صدر سليمان الريسوني بطعنة غادرة في خاسرة الإسلاميين، ولو أن شقيقه الأكبر الشيخ المقاصدي أحمد الريسوني يُشاركهم جملة من الفضائل.

ولا يفوتنا حتما أن ندعو “جبروت” لأن تُعلن تضامنها اللامشروط مع سليمان الريسوني كما يتوق لذلك ويتمنى !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى