خونة الوطن يُضيقون على الخنازير عيشتهم بنزولهم مستنقع “لوموند” و “جبروت” (كاريكاتير)

من أبرز السلوكيات التي تتميز بها الخنازير أنها محدودة الذكاء، وتُعاني من التعلق العاطفي السريع بمن يُقدم لها “الرعاية”، لكنها تتميز، كما بعض بني البشر، بالتكيف مع البيئة المحيطة. إن الذكاء المتواضع لهذه الكائنات الغير مُحببة، إطلاقا، إلى الخاطر يُفسر أسباب إقبالها الأعمى على الوحل، وإن كان فيه فقدان “فوري” للتوازن وضياع محتوم ل “وقفة” رصينة، إلا أنها في نهاية المطاف تتحرك داخل رقعتها المعتادة، بحيث لا يُعاب عليها بما يُنتجه طبعها من سلوكيات.

الصورة أعلاه هي تجسيد صارخ لحالة الاقتياد حين تتعطل البوصلة، ويُصبح الوصول إلى الوجهة “المكروهة” مبنيا على حالة شعورية لا “عقلانية، تُسيطر على وجدان جملة من المنشقين الموعودين بوطن “قاصر” لا يكبر، لأن آلية التحكم في “هرموناته” عن بعد تُريد لعقله وملكاته الحسية أن تبقى “محدودة” حتى تستمر “الوصاية الدولية” عليه وتصير “السيادة” مجرد أمنية بعيدة المنال.

لقد علمنا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أن “آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ”. والحال بما نسمع عنه في الآونة الأخيرة، أن المغرب يتدحرج بين تكهنات صحيفة “لوموند” الفرنسية وأباطيل “جبروت” الجزائرية، ورجائهم كبير في أن تنتشر المساعي، على نطاق واسع، بمعاول داخلية، ترى في نفسها “المهدي المنتظر” لتخليص البلاد من شر لا نسمع عنه إلا في مجالسهم الضيقة.

علي المرابط، شيخ الجبل الذي يحتضن المارقين الجدد يحاول دائما التميز عن غيره في قراءة الأحداث وتصريف تفاصيلها. الرجل لم يكتف بتبني توجهات منصة أجنبية تروج لمزاعم انشقاقات داخل الأجهزة الأمنية المغربية. بل فطنته الماكرة ذهبت حد تحوير النقاش ورمي جمرة جبروت في حضن المغرب، حتى يُبعد الشبهات عن ولاة نعمته العساكر، الذين يُعانون من استلاب ثقافي عميق بفعل استعمار فرنسي دام 132 سنة. والنتيجة يكتبون “جانفي” بدل يناير على “منصات المؤامرات والمكائد”!!

المرابط الذي أشهر في وجه “صغاره” ذات غضبة يوتوبية ورقة “التقاعد الافتراضي”، لم يصمد كثيرا ونقض الوعد، لنجده اليوم معتكفا أمام بوابة لوموند، في مهمة “عسكرية” عاجلة تقتضي أن يتسلم “شخصيا” طرد يتكون من ست مقالات متحاملة على المغرب وملكه محمد السادس ليكون أول الناشرين لها عبر منصةX ، ومن تم يتوارى إلى الخلف تاركا مهمة التعليق والجلد لرواد المنصة. إن الرجل يُمارس العدمية بمصداقية.

ولأن le monde” est trop petit”، فإن الحملة الهوجاء التي تستهدف عاهل البلاد حينا، ثم ولي عهده أحيانا أخرى، قد أَلِفَتْ بين قلبي السَكارى سليمان الريسوني وهشام جيراندو. كلاهما يحتفل بنصر وهمي على الوطن وجَوفهم يُردد، لحظة سُكر طافح، “جبروت ولوموند دوخ المخزن”. وحين يبرد لهيب “النغمة” يُدركون أن ما من شاهد على مسرحياتهم العنترية غير بعض قناني الخمر قد احتسوها “قهرا” لنسيان “دوخة المخزن” التي زجت بهما وراء القضبان بين شذوذ جنسي وتشهير مقيت.

وكما قال ميخائيل نعيمة في مؤلفه “البيادر”: يبنون بيد ويهدمون بيد .. وحتى اليوم ما هدموا فاستراحوا من البناء، ولا بنوا فاستراحوا من الهدم.. فلا بناؤهم يثبت، ولا هدمهم يدوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى