تسريبات بوعشرين.. “حديث الكنبة” قبل “كلام في السياسة”

في الآونة الأخيرة، أثار تسريبات بوعشرين وعفاف برناني المستخدمة السابقة لديه، جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية والحقوقية. جاءت هذه الواقعة لتفتح باب النقاش حول قضايا التحرش والاستغلال في بيئات العمل، وكذلك حول دور المنظمات الحقوقية في التعامل مع مثل هذه القضايا.
وأوضح الصحفي محمد المبارك في هذا الصدد، في حلقة بثها على قناته في “اليوتيوب” أن تفاعله مع الموضوع لم يكن من باب التشهير أو الفضيحة، بل لتسليط الضوء على كيفية توظيف بعض الجهات الحقوقية في مثل هذه القضايا في سياقات تتجاوز حقوق الإنسان.
واستشهد المبارك بقضية بوعشرين، حيث أُثيرت تساؤلات حول مصداقية مقاطع الفيديو التي عرضت أثناء المحاكمة. انقسمت المواقف حينها بين محامين أكدوا صحتها وآخرين نفوا وجودها من الأساس، مما خلق حالة من البلبلة لدى الرأي العام.
عفاف برناني، التي ظهرت كمدافعة عن حقوقها، أصبحت محور الجدل بعد استخدامها من قبل جهات حقوقية في تقديم تقارير دولية تمس بمصداقية واستقلالية المؤسسات القضائية المغربية. والفيديو المسرب اليوم أظهر تناقضا بين تصريحاتها السابقة وبين الأدلة المطروحة. هذه التصريحات، وفق المبارك، كانت مليئة بالاتهامات الموجهة للسلطات المغربية بأنها أجبرتها على توقيع محاضر قسرًا، بينما الحقائق تُظهر العكس.
أحد أهم النقاط المثارة كان الحديث عن “الرضائية” في علاقات العمل. أكد المبارك أن القانون الدولي، وليس فقط المغربي، يعتبر أي علاقة بين مشغّل وموظفاته غير متكافئة بحكم السلطة التي يملكها المشغّل. وبالتالي، فإن أي علاقة في هذا السياق تُثير تساؤلات حول استغلال النفوذ. هذه النقطة أثارت تساؤلات أخرى حول سلوك بوعشرين، خاصة أن الفيديوهات كشفت عن استغلاله لمكتبه من أجل إقامة تلك العلاقات، مما أظهر جانبا من سلوك يعكس هوسا جنسيا وليس مجرد علاقات شخصية.
وأشار المبارك إلى أن العفو الملكي الذي حصل عليه بوعشرين لا يعني براءته من التهم، بل هو قرار بإيقاف تنفيذ العقوبة. بينما تبقى الجريمة ثابتة بحق الضحايا، اللواتي لم يحصل بعد على التعويضات المدنية المستحقة لهن.
واختتم المبارك حديثه بالدعوة إلى المصارحة والاعتراف بالحقيقة. وأكد أن المغرب بحاجة إلى أصوات صحفية فاعلة، ولكن هذه الأصوات يجب أن تلتزم بالشفافية والمصداقية، بعيدا عن استغلال السلطة والنفوذ والصفة المهنية. كما شدد على أهمية احترام حقوق الضحايا وإعطائهن مساحة للدفاع عن أنفسهن دون تشويه.