الجزائر وانتقال الاحتجاج من كرة القدم إلى الألعاب الأولمبية بسبب المغرب

يبدو أن النظام الجزائري مستعد لطرق كل الأبواب للدفاع عن عصابة البوليساريو في المحافل الدولية سواء السياسية أو الرياضية، وهو الذي يدعي منذ أمد طويل أنه فقط طرف محايد في قضية الصحراء المغربية، لكن ما يقع على أرض الواقع يوضح بالملموس أن الجرائر طرف رئيس في هذا النزاع المفتعل.

فبعد قضية قميص نهضة بركان، الجزائر بدأت تتحرك منذ عدة أيام لمعاكسة المغرب في المحافل الدولية الرياضة، وآخر هذه التحركات ما قامت به اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية التي وجهت رسالة مؤرخة في 29 أبريل الماضي إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الأولمبية، توماس باخ، أعربت من خلالها اللجنة الأولمبية الجزائرية عن قلقها بشأن مشاركة الجزائر في المراحل النهائية المؤهلة للألعاب الأولمبية في باريس.

وطلبت اللجنة الجزائرية من اللجنة الأولمبية الدولية تذكير جميع اللجان الأولمبية، كل على حدة، بالامتثال الصارم للميثاق الأولمبي، خاصة المادة 50 من الميثاق الأولمبي، حيث نجد الفقرة 2 من هذه المادة تنص على أنه : “يُحظر، في المواقع والمرافق الأولمبية ومناطقها الأخرى، أي نوع من المظاهرات أو الدعاية ذات الطابع السياسي أو الديني أو العرقي”. بالنسبة للمسؤولين الأولمبيين الجزائريين، سيكون من “الحكمة والمناسبة” منع استيراد النزاعات السياسية إلى الساحة الرياضية، خصوصا مع اقتراب الألعاب الأولمبية في باريس، أي أن تكون الألعاب غير مسيسة، تضيف الرسالة.

صراحة، يعتقد النظام الجزائر أنه بهذه  الخطوة الإستباقية يمكنه من حجب رفع خريطة المغرب كاملة ومكتملة في سماء باريس خلال الألعاب الأولمبية.  أما الحقيقة، فالجزائر بنظامها وكابرناتها غير مهتمين بالشأن الرياضي أساسا، بل أصبح مجالا لتمرير خطابات سياسية وتخدير الشعب الجزائري المغلوب على أمره.

فالرياضة أصبحت جزء من سياسة دولة الكابرانات وخير دليل على ذلك هو مداخلة وهجوم المدعو شيف زوليفوليل، حفيد نيلسون مانديلا على المغرب خلال افتتاح كأس إفريقيا للاعبين المحليين “الشان 2023” التي نظمت بالجزائر، بل إنهم مستعدون للتضحية بفرق محلية ووطنية والانسحاب من تظاهرات عربية وإفريقية فقط لعدم رِؤية خريطة المغرب.

بعبارة عامية “ضربني وبكا وسبقني وشكا”، هذا ما تحاول الجزائر القيام به في المحافل الدولية بعد أن تيقنوا أن ملف قضية الصحراء المغربية صار متجاوزا وأنهم تورطوا في احتضان عصابة إرهابية على أرضهم وأنهم، في يوم من الأيام، سيجدون أنفسهم مضطرون لمنحهم جزء أرض الجزائر ليستقروا عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى