حميد المهداوي.. حينما يُفتي العابد الجاهل فيما لا يفقه فيه فلا تنتظر أن تسمع إلا التحريف والمغالطات
ليس كل عابد عالم، بل كثير من العُبَّاد جُهَّال، وإن ظنهم الناس مصدرا للمعلومة، فكثير منهم ليسوا كذلك. وبالنسبة للعقلاء والعارفين بأهمية الرجوع إلى أهل الاختصاص لرفع أي لبس أو شائبة تشوب مجالا بعينه، يعون جيدا أن الحقل الديني وما يحاوطه من مقدسات، في مقدمتها القرآن الكريم الذي يوحد قلوب المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، لا يمكن البتة جعلها محط مزيدات أو حتى جهل مبطن يدفع صاحبه ل “تخراج العينين” مقابل إقناع بني جلدته من المسلمين أن آيات الذكر الحكيم إنما نزلت على قريش وليس على رسولنا الكريم محمد عليه أزكى الصلاة والسلام.
نعم يا سادة، إنه حميد “الهضراوي” حينما يحاجج في مضامين النص القرآني دون سابق علم أو دراسة يتكأ عليها كي يقنعنا بالباطل. وبلا هوادة انخرط الرجل وهو يحاور ضيفه ياسين العمري بشأن مدونة الأسرة والمساواة في الإرث، ليتفاجأ الضيف بكون محاوره لا ينفك أن يقنعه بأن مضامين القرآن الكريم إنما نزلت على أهل قريش وليس على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، كما يعتقد عموم المسلمين وحتى جمهور العلماء والمتفقهين في الدين والسيرة العَطِرَة لسيد الخلق.
وعلى غير عادته وهو المَجْبُول على الحديث بصوت عالي ونبرة حادة عبر خرجاته اليوتوبية، ظهر “الهضراوي” هذه المرة وهو يتحدث بصوت خفيض مائل إلى غير مرتاح كونه أتى أمرا بالغ الفداحة وضعه في مأزق أمام ضيفه وأمام المسلمين وهم يسمعون، لأول مرة، تخاريف من يحمل شارة الصحافي يتطاول على النص القرآني. ولتبيان ما اختلط على الرجل، ذكره ضيفه غير ما مرة بأن آيات القرآن الكريم نزلت على سيد الخلق وخلاف ذلك فهو باطل. فما كان منه إلا أن طأطأ برأسه والإحراج يعلو محياه وقسمات وجهه تنطق “هادي حصلة خايبة”.
وإن يكون المرء ذو ثقافة موسوعية أو حتى لديه من القدرة ما يسعفه على خوض نقاشات تهم مختلف مناحي الحياة، يبقى لزاما علينا دائما أن نقف على مسافة آمنة مما يشكل الهوية الروحية للشعوب وأن نثبت معارفنا في هذا الاتجاه حتى لا نظهر ضِعاف فكريا ويتراقص علينا تلاميذ السلك الابتدائي بما تم حفره في ذاكرتهم الفتية من معلومات دينية جوهرية، من قبيل نزول آيات الذكر الحكيم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. .
وعلى أي حال، فشهادتنا مجروحة في السي الهضراوي ذي العينين الجاحظتين واللسان السليط اللذان لم يسعفاه في تثبيت معلوماته حيال على من نزل القرآن الكريم.



