صلاح الدين بلبكري/إدريس فرحان: حينما ينهل فارغ الجمجمة من قاموس نصاب بإيطاليا

تغير الزمن ومعه القناعات وانتقل الناس من البحث المضني عن المصادر الحقة إلى الركون للعوالم الافتراضية وما توفره من “ثقافة الجاهز” في كل شيء. فحتى الحقائق جاهزة ومتوفرة بنقرة زر بسيطة. وما التمحيص والتدقيق إلا مسار يسلكه الحمقى فقط أو من تجاوزهم الزمن، وفق منظور من أسسوا لهذا النهج الجديد عبر المنصات الاجتماعية وجعلوها مصدرا موثوقا يعودون إليه في كل كبيرة وصغيرة.
صلاح الدين بلبكري، المعروف بلقب صاحب قناة فسحة على منصة اليوتوب، واحد ممن يعيدون تركيب الصورة على مزاجهم، مستعينين في ذلك ببعض فضلات من عبر المحيط الأطلسي واستقر بدولة إيطاليا، بمدينة بريشيا تحديدا، حيث يرسل قذائف من هناك في حق البلاد ومسؤولي مؤسساتها ويستغل القضايا الجدلية لتصريف أحقاد تعتري صدره الله وهو فقط أدرى بدوافعها الحقيقية.
منذ أن انكشفت تفاصيل “بابلو إسكوبار الصحراء” مستهل أكتوبر المنصرم، لم يبقى عدمي واحد، سواء داخل أو خارج المملكة، إلا وانقض على الملف لقضم جزء منه يعينه على إنعاش الأدسنس وتلطيخ سمعة وجهاء البلاد، خدمة لأجندة أصبحت معروفة لدى القاصي و الداني، فيما يشبه سياسة ضرب عصفورين بحجر واحد. فكان لهم التمني وخانهم سوء التقدير.
وكأي محترف للتسول الرقمي، على شاكلة صلاح الدين بلبكري، فقد وجد ضالته في إدريس فرحان ذي السيرة الذاتية “العَطِرَة” سواء بالمغرب أو بإيطاليا حيث يتوارى خلف شاشة الحاسوب، مقيما “محاكمات شعبية وسريالية” لكل شخص وُضِعَتْ بين يديه مسؤولية السهر على حسن سير البلاد ومؤسساتها الوطنية.
وآخر ما جادت به قريحة ناقل أخبار مغاربة إيطاليا للمخابرات الجزائرية منذ عام 2020 مقابل أموال يتلقاها نظير خدماته، هو إمعانه في إقحام اسم عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني في قضية “سعيد الناصري/عبد النبي البعيوي” لتحوير النقاش عبر إيهام الرأي العام الوطني والدولي أن الرجل ضليع في الملف.
الزاوية التي ارتأى من خلالها نصاب إيطاليا التطرق لقضية بارون المخدرات المالي وجدت داعمين لها ممن “فسحوا” لها المجال كي تترعرع داخل منصاتهم الافتراضية، أمثال صلاح الدين بلبكري ذي التوجه الببغاوي الصِرْفْ.
أوليس من الغباء المبين أن يتورط من قاد جهازه الأمني مراحل البحث التمهيدي مع الأسماء الضليعة في هذا الملف المتشعب؟ وهل منطق تورط الكبار في هكذا تجاوزات كفيلة بأن تجعلنا نصدق ترهات إدريس فرحان و”النكافات” الدائرين في فلكه من قبيل صاحب قناة فسحة ممن يبتلعون دون مضغ؟؟ وأخيرا وليس آخرا، مادام الكبير قدرا ومسارا والكبير فسادا يتجاذبون ملكة التفكير لدى صلاح الدين بلبكري فلنا أن ننتظر منه ومن على شاكلته أن يضعوا الجميع ودائما في سلة واحدة.
وختاما، لا أدري لماذا ذكرني الثنائي إدريس فرحان/صلاح الدين بلبكري بنظيرهما علي لمرابط/زكرياء المومني. أهو تغليب لكفة الأستاذية على إرادة التفكير الحر المهم أن وجه المقارنة يكرس من جديد الوصاية الفكرية بين الرباعي إياه.