فؤاد عبد المومني: مهمتنا زرع الشك حول أي شيء إيجابي عن المغرب

هناك من يؤمن بمغرب المؤسسات ويسعى جاهدا إلى تعزيز وترسيخ ركائز دولة الحق والقانون، وهناك من لا شغل ولا مشغلة له، سوى هدم هذه الركائز، عبر بث سموم الشك حول أي شيء إيجابي عن هذا الوطن أو أي شيء يصب في مصلحته.
هم مع الأسف كُثر، يعيشون بيننا على أنهم أبناء هذا الوطن، لكن ولائهم يمكن أن يكون لأي جهة أخرى سوى لهذا الوطن.
وأكثر من ذلك، يدّعون أن كل مساعيهم في الحياة هو النضال أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وأن هذا ناتج عن شعور صادق بالانتماء إلى هذا البلد. لكن وكما يقول المثل المصري الشهير: “أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب”.
هذا حال العديدين ممن يناضلون باسم حقوق الإنسان في المغرب. قد تختلف إديولوجياتهم أو انتمائتهم، لكن شيء واحد يجمعهم، ألا وهو الحقد على المغرب.
فؤاد عبد المومني هو أحد هؤلاء الذين لا يؤمنون بمغرب مستقل. لا يؤمنون بمغرب يمارس سيادته بالكامل. ولا يؤمنون بمغرب يحذو حذو الكبار كقوة إقليمية بالمنطقة.
ففي خضم الحملة الممنهجة التي تستهدف المغرب ومؤسساته من كل حدب وصوب، بعد الجدل الذي أثير حول تحقيق “فوربيدن ستوريز” بشأن استخدام برنامج “بيغاسوس”، وفي الوقت الذي تجد فيه الغيورين عن هذا الوطن أشخاصا كانوا أم مؤسسات، يدافعون عن باستمامة مهما اختلفوا مع الدولة في مواقفها أو سياساتها، تجد عبد المومني ومن على شاكلته، حرصون أشد الحرص على “إذكاء النار” في الحملة إياها.
عبد المومني، وفي تدوينة له على “فيسبوك” انطلق من رواية “فوربيدن ستوريز” واعتبرها من المسلمات، بل ومقدسة غير قابلة للتشكيك، مطالبا بتدخل “جهات” مستقلة وشفافة ولها أوسع الصلاحيات لتأكيد صحة ما جاء في بلاغ الحكومة المغربية.
فهل رأيتهم وقاحة أكثر من هذه؟
عبد المومني ضرب عرض الحائط كل الشهادات التي أدلوا بها خبراء دوليين في الأمن المعلوماتي و”السيبراني” الداحضة لرواية “أمنستي” و”فوربيدن ستوريز”، واختار الاصطفاف إلى جانب من يتربص بالمغرب.
عبد المومني تجاهل بلاغات مجموعة “NSO” نفسها التي كذبت كل ما جاء في تقرير “فوربيدن ستوريز” وأمنستي” وجزم في كون “المخزن” متورط في قضية التجسس باستخدام “بيغاسوس”، رغم عدم وجود أدلة دامغة على ذلك، والتي طالبت بها السلطات المغربية منذ أكثر من سنتين دون أي رد إلى حدود الساعة.
عبد المومني الذي يتغنى ويتبجح بقيم الحرية والديمقراطية لـ”ماما فرنسا” ويعتبر نظامها وسلطاتها أكثر مصداقية من المغرب، تجاهل تصريحات وزيرها الأول الذي أكد هو الآخر أن اتهامات “فوربيدن ستوريز” كون المغرب متورط في التجسس على الرئيس ماكرون لا أساس لها من الصحة، كما تجاهل تصريحات ضابط المخابرات الفرنسية السابق آلان شويت الذي نفى هو الآخر الرواية الخيالية للائتلاف المذكور.
عبد المومني، تناسى أنه عندما ادعى بمعية نشطاء من جماعة العدل والإحسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنهم توصولوا بإشعار من “واتساب” وتقرير من “أمنستي” يؤكد تعرض هواتفهم للاختراق عبر برنامج “بيغاسوس” دون تقديم دليل واحد على ذلك، (تناسى) أنه تبين فيما بعد أنهم كانوا ضحية برامج خبيثة، بسبب تصفحهم لمواقع إباحية وتناسى أيضا أنه عندما طلب منهم إجراء خبرة مضادة رفضوا ذلك.
فؤاد عبد المومني له من حكايات أكل الغلة وسب الملة وتناقضات ادعاء شرف النضال نهارا وغزو أجساد زميلاته وتلميذاته المناضلات ليلا، ما يكفي، كي نقول له من هذا المنبر: “إن لم تستحي فافعل ما شئت”.