بشهادة الخبراء السيبرانيين المغرب لم يتجسس ولخونة الوطن رأي مغاير وخلط للأوراق

بالرغم من تعدد الخبرات السيبرانية وطنيا ودوليا والتي أنصفت المغرب وأبعدت عنه شبهة التجسس باعتماد برنامج بيغاسوس الإسرائيلي الصنع، إلا أن خونة الوطن -ممن يعدون على رؤوس الأصابع على كل حال- لم يرقهم ذلك واختاروا كعادتهم تحوير النقاش و إدخال “شعبان في رمضان”.
خونة الوطن الذين يضيعون على أنفسهم الفرصة ككل مناسبة لتسجيل حضورهم كمواطنين فاعلين وذوي مساهمة قيمة، لم يختلفوا في خرجتهم الحالية عن سابقاتها في شيء. بل ربما اليوم هم أكثر شراسة ومبالغة في التعبير عن صدمتهم من كون المغرب لم يثبت ضلوعه لا من بعيد ولا من قريب في واقعة التجسس. فلكم تمنوا صادقين أن يُنَصِّبَ العالم العداء للمغرب وأن يتم القصاص منه في ساحة الميدان وبحضور العالم حتى يكون عبرة لدول أخرى. فلكم تمنوا أن تشكل واقعة التجسس فرصة ذهبية لعزل المغرب في محيطه الإقليمي والدولي كمن أصيب ب “الجربة”.
فلكم تمنى خونة الوطن أن يأتي عليهم يوم يقولون “هذا ما كانت تصدح به حناجرنا”، لكن لكل الحق في أن يحلم وللقدر أن يستجيب للأماني الواقعية والمعقولة، أما ما تعداها إلى ذلك فهو ضرب من الهوس والاصطياد في المياه العكرة.
بدل محاججة أهل الاختصاص في الأمن السيبراني إلى ما أفضت له تحليلاتهم، ذهب السي علي لمرابط ومن على شاكلته إلى الطرق الملتوية والأكثرها دموية وهي محاولة إلصاق تهمة التجسس بشخص المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني السيد عبد اللطيف حموشي. لمرابط الذي يصنف نفسه كصحافي والعهدة على الراوي، يعي جيدا أكثر من غيره أن تحليلات الخبراء السيبرانيين لا ينشق لها غبار ولا يملك من أمره أن يحاججهم لأن فقهه بعوالم التكنولوجيا لا يتجاوز إنشاء قناة على اليوتيوب والمكوث لساعات طوال أمام شاشة حاسوبه وهو يحكي “خرايف جحا” لمشاهديه التعساء.
لذلك، النعامة لا هجوم تتقنه أكثر من خفض رأسها حد بلوغه التراب وترفعه في حركة مفاجئة لتهاجم كل من اعترض طريقها. في 2021، والبعض لا يزال يؤمن بمنطق الغاب ويمنح المؤسسات الأمنية صلاحيات سريالية ما أنزل الله بها من سلطان من قبيل الاحتجاز والتعذيب. بالمناسبة، هذا تهديد صريح أطلقه الصديق المقرب لإكناسيو سيمبريرو في حق مسؤولي منظمتي “فوربيدن ستوريز” و”أمنستي” وعليهما أن تفتحا تحقيقا مع المعني بالأمر لأنه يلقي الكلام على عواهنه وليتحمل مسؤوليته في ذلك. هات برهانك إن كنت صادقا، فلا مكان لأصحاب الألسن الطويلة بلا جدوى، فالأنسب أن نكتسب ثقافة الحديث ونحن متأبطين بالحجج الكافية، فأما وأن نلقي الكلام يمنة وشمالا فلا فرق بين دعاة الثقافة والجهلاء.
بدوره فؤاد عبد المومني لم يكن ليترك لصديقه لمرابط شرف الاستفراد بالضرب في بلاده إثر تفجر واقعة التجسس المزعومة. لكن المومني أتحفنا بفكرة original حتى لا نتهمه بالتنسيق مع كل خونة الوطن وترديدهم لنفس الخطاب. السي المومني المتذاكي أبى إلا أن يقيم مقارنة مشوهة بين واقعة اغتصاب سيدة من طرف زميلها في العمل وواقعة التصنت المفترض على هواتف بعينها. أي منطق استندت عليه في إقامة حجيتك والسيدة المغتصبة موجودة وتمت مواجهتها بمغتصبها في جلسات عدة؟؟ هل تنكر على المتهم عمر الراضي اعترافه بعظمة لسانه أنه اختلى بحفصة بوطاهر؟؟ ما قولك السي المومني في لجوء كل الدول المتهمة افتراضا في واقعة التجسس إلى القضاء لرد اعتبارها؟؟.
بما أنكم تؤمنون يا السي المومني أنتم وصديقكم لمرابط بقانون الغاب، هل يرضيكم أن يتطاول المغرب على القانون الدولي و “يدير شراع يديه” في مواجهة أمنستي وفوربيدن ستوريز”؟ أم أن الأجدر أن يعرض المغرب تظلمه على مؤسسات القضاء الدولية وفقا لما هو معمول به في هذا الشأن؟؟ حتما تريدون خيرا بهذا البلد !!!