إذا عُرِفَ السبب بَطُلَ العجب.. “فوربيدن ستوريز” و”أمنستي” تقتحمان عالم سينما الجواسيس

حقا لم نكن لنتسرع ونحدو حدو منظمتي “فوربيدن ستوريز” و”أمنستي” في استصدار أحكام جاهزة دونما أدلة ملموسة. ومما لا شك فيه أيضا أنه كان علينا أن نتريث قليلا إلى غاية استجماع الكل العناصر المادية لفهم تصورات هاتين المنظمتين وفلسفتهما الحقوقية في الحياة. ولأن الاعتذار من شيم الكبار، فإليكما نتقدم باعتذارنا لأننا فشلنا في فهم ماهية تحقيقكم السريالي. بل فشلنا كذلك في الوقوف على الحس الإبداعي الذي تنضح به صفحات تقريركم اللاجاد.

فلا تؤاخذونا على قِصَرْ فهمنا الذي لا يتقن قراءة ما وراء السطور. نحن تَعُوْزُنَا الثقافة الفنية وأنتم تنقصكم الحيادية في إنجاز التقارير. بعد كل العجعجة التي أحدثها تقريركم الجبار الذي انتهج سياسة در الرماد في العيون حتى لا تتم مجابهتكم بهزالة حججكم، اليوم نرفع لكم القبعة عاليا، لأنكم كنتم واضحين بما يكفي معنا حتى أيقننا أن تقريركم الأخير حول واقعة التجسس من قبل المغرب لا يعدو أن يكون سوى l’avant-première لفيلم الجواسيس الذي كلفكم ميزانية مشتركة (فوربيدن ستوريز وأمنستي) حتى تُطِلُّوا على عشاق الفن السابع بعمل يرقى إلى مستوى تصنيفه ضمن خانة سينما الجواسيس.

وإني لكلي يقين أنكم نهلتم من خزانة سينما الجواسيس العالمية حتى تخطوا خطواتكم الأولى في المجال. وبما أن الأمر كذلك، دعوني أخمن قليلا أي عمل سينمائي كان الأقرب لرؤيتكم الفنية؟؟ حتما شاهدتم وأعدتكم الكرة أعمال جيمس بوند التي شحنتكم بالطاقة والحماس وانطلقتم في خطوتكم الأولى في الطريق نحو الألف ميل.

الكل متفق على أن من مقومات نجاح أي عمل سينمائي هو امتلاك خلية كتابة متميزة، تمنحك سيناريو محبوك ومطرز بإتقان. كذلكم كانت تحركاتكم تَوَارَيْتُمْ عن الأنظار لما يزيد عن السنة واختليتم ببعضكم البعض ضمن خلية الكتابة الخاصة بعملكم الفني وخرجتم في توقيتكم المعتاد لِتُتْحِفُونَا بعمل أقل ما يقال عنه رديء للغاية، ولا يرقى إلى طموحات جمهوركم الذي انتظركم لما يناهز السنة وأكثر.

لكن، “خيرها في غيرها” كما يقال، فليس كل فن هو بالضرورة إبداع، ليست كل خربشات على ورق قد تسمو إلى مقام التقارير الحقوقية الرصينة. لذلك، لا عليكم ولا تستاءوا من ردود الأفعال المُضْعِفَة لعزائمكم. لا تيأسوا لأن الجمهور لم يقدر مجهوداتكم في النيل من سمعة المغرب. لا تجزعوا لأن ردود أفعال العالم جاءت معاكسة لما توقعتموه من تقريركم حول مزاعم التجسس على الصحافيين والشخصيات العامة. ولا تيأسوا وميعادنا السنة المقبلة مع تقرير جديد إن أمكنكم ذلك طبعا بعدما جركم المغرب أمام القضاء الفرنسي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى