“لِجَوْقَةْ العميين” رأي آخر في فضيحة التسجيل الصوتي الخاص باعتداء سليمان الريسوني على الشاب محمد آدم

“يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”، هذه الآية من محكم التنزيل حشا ولله أن نستدل بها اعتباطيا، إلا أنها تترجم السياق الحالي الذي بلغته قضية الصحافي سليمان الريسوني، المدان ب 5 سنوات سجنا نافذا على خلفية احتجاز واغتصاب الشاب آدم.

كما لا يخفى على أحد، حاول أصحاب نظرية “انصر أخاك ظالما أو مظلوما” أن يزيحوا عن صديقهم التهمة إياها بكثير من اللغط والتدليس بلغ مداه بإحضار الأجنبي إلى عقر دارنا حتى يفك لنا العقدة ويمكننا من حلها “متطفلون بلا حدود”.

لكن في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح، ولو اجتمع العالم على أن يَلْوُوا ذراع القضاء المغربي فلن يفلحوا في ذلك، لاسيما في ظل وجود أدلة دامغة تورط سليمان الريسوني في قضية مواقعة آدم بالغصب.

نفس الأدلة تكشف عن ضعف “الطبالين” الذين زفوا الريسوني إلى غاية بوابة السجن ووعدوه بأن يخرج منه بطلا قوميا قد نتمكن من تلقينه للأجيال الصاعدة في المقررات المدرسية، وهاهم اليوم وبعد نفاذ رصيدهم النضالي يوصوه بالصمود. في وجه من ولماذا يقرؤونه الصمود؟؟ تلكم الإجابة على لسان أبرز من كانوا سببا مباشرا في امتناع سليمان الريسوني عن الدفاع عن نفسه أمام القاضي:

خلود المختاري، حرم الريسوني التي لم تبرح شوارع الرباط احتجاجا منذ أن انفجرت فضيحة زوجها، واليوم توصيه بالصمود لأن كلا طرفي”هاد لكوبل” اعتاد الكذب على الآخر. لم يسبق لخلود أن أطلعت زوجها على فحوى المحادثات الخاصة بينها وبين الشاب محمد آدم، حيث تكون السيدة “على راحتها” وتطلق العنان لأحاديث لا يمكن أن تصدر أبدا عن سيدة متزوجة. أهي حرية أم انفلات أخلاقي، فَلِبَعْلِهَا الريسوني أن يوضح لنا. في الضفة الموازية، استمعنا بكثير من التمعن إلى ما دار بين الريسوني وآدم في المكالمة إياها. أقوى ما خرجنا به بعدها أن الريسوني يهاب زوجته بشكل غريب، لأنه يعي جيدا أن تحركاته المشبوهة هي خيانة مباشرة لها. فالأضمن له أن يخاطب وِدَّ ضحيته آدم بأن لا يخبر خلود بلقائهما، أو بمعنى أصح، ما جرى بينهما ولخصه في مجرد “سوء فهم” قد يُحَلُّ بدعوة آدم لاحتساء كوب قهوة أو تمكينه من أجرة طاكسي للالتحاق بخلود التي تستغله في إنتاج وثائقي عن الأقليات الجنسية بالمغرب. لذلك، فما من دعوة مُضْمَرَة ٍ  في ” خُلْدْ ” اللالة خلود وسليمان إلا أن لا يكشف العلي القدير لهما حقيقة بعضهما البعض.

أما شيخ الجوقة الذي يسطر نغمات السيمفونية بدقة على مفتاح صول “مول الجيب” فهو غاصب للغاية من سليمان الريسوني، لأنه لم يُحْسِنْ التصرف ولم يلتزم بما أقره له عرابه في الإضراب عن الطعام. ما كانت الأمور لتصل إلى ما هي عليه اليوم يا عزيزي سليمان لو لم تَغْرِفْ المرة تلو الأخرى من جَرَّةْ العسل أمام أنظار موظفي السجن. ألم أخبرك مرارا كيف تلاعبت بهم وأنا أتناول الطعام تحت السرير أو داخل المرحاض حتى لا ينكشف أمري وتضيع مني فرصة الخروج بورقة الإضراب عن الطعام وجاب الله التيسير؟؟ بالله عليك أيها الأبله ألم أوصيك أكلا في السر وإضرابا في العلن؟؟

عمي الريسوني لا عليك مهما قالوا وعادوا لن أصنف محاكمتك إلا بالسياسية، لأن كتاباتك تزعجهم. كان أملي كبيرا جدا في أن تستفيد من عفو مثلي تماما أنا هاجر التي أغراني الشيطان غير ما مرة وتوجت انحلالي الأخلاقي بالقيام بعملية إجهاض يعاقب عليها القانون، إلا أنه ولحسن حظي أنني استفدت من عفو، فتمكنت بعدها من الفرار خارج المغرب ولم أقف إلا وأنا في السودان. طبعا اعتاد آل الريسوني التقلب يمنة وشمالا في برك الخطيئة ولم يعتادوا على المسائلة القانونية، ما أجج سعارهم ودفعهم لتعليق أخطائهم على ما يسمونه بالبوليس السياسي الغير موجود والمفترى عليه، تماما كمروجي مصطلح الدولة العميقة، لأن أخطائهم وزَلاَّتِهِمْ أعمق بكثير من أن تُرَى بالعين المجردة. وعليه، تجدهم يصفون كل من قال لهم كفى بالدولة العميقة.

“سمحولي أنا أنبدا نعمل لكم فيديوهات في قناتي بالعربية وخا نتوما تعوتيو عليا نتكلم بالفرانساوية والسبانيولية”، لذلك و أخذا في الحسبان المكانة الاعتبارية التي أحظى بها لدى الإسبان، أعاهدك يا أبو هاشم أن أرفع قضيتك إلى صديقي الصحافي الإسباني المخضرم إيغناسيو سيمبريرو حتى يرفعها بدوره إلى عناية ملك إسبانيا للنظر فيها، لأننا وكما تعرف اعتدنا على أن نحشر أنف الأجنبي في شؤوننا حتى نحصل على ما نريد، ولك في قضية توفيق بوعشرين خير مثال أقمنا الدنيا وأقعدناها لأجل عيونه ولم نحصد غير الشوهة العالمية، فاقرأ له سلاما حارا مني أنا علي لمرابط.

وأخيرا وليس آخرا، لا يمكن ألا نعرج على عايدة العلمي المحتمية ب “نيويورك تايمز” حيث ترسل قذائفها من هناك دون أن يلقي لها القضاء المغربي بالا لأنه ماض في تكريس مبدأ استقلالية القضاء قولا وفعلا. لكنها كما تعودت أن تدلي بدلوها، فلن تغادر هذه المرة والحكم صادر في حق زميلها سليمان، دون أن تُطَيِّبَ خاطره بكلمات علها تنزل على قلبه كماء زُلالٌ.

فإليك أقول يا زميلي في المهنة لا عليك فأنت في عيني خاشقجي المغرب، فلكم تمنيت صادقة لو تلقى نفس مصيره حتى أجد ما أملأ به صفحات نيويورك تايمز عن ما يجري في العالم الثالث. كم تمنيت أن تكون نهايتك أقسى من هذا الحكم حتى أثبت نفسي كصحافية مخضرمة أمام زملائي الأمريكان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى