الخارجية الأمريكية تفضح نفسها أمام العالم بالنبش في قضايا الدول السيادية وتترك مواطنيها في الخارج عرضة للمجهول

باطل أريد به حق، كذلك هو الحال بالنسبة للخارجية الأمريكية التي لم تدخر جهدا في إقامة مؤتمر صحفي وبإنزال عدسات الكاميرات للتحدث عن محاكمة الصحافي سليمان الريسوني، المدان ب5 سنوات سجنا نافذا، على خلفية تورطه في احتجاز واغتصاب الشاب محمد آدم.

مؤتمر صحفي تابعته عدد لا بأس به من وسائل الإعلام، حيث استعرضت فيه الخارجية الأمريكية عضلاتها على القضاء المغربي بخصوص كيفية التعاطي مع الجنح التي يرتكبها الصحافيون، معاتبة المملكة على إنفاذها القانون دونما الالتفات للصفة المهنية للمتقاضين.

لكن، هفوات خرجة نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، خلال الندوة كانت أكثر من حسناتها، لأن المسؤول الأمريكي بصم على دهشة وتبلد غريبين وهو يهم بالإجابة عن كثير من الأسئلة، لاسيما تلك المتعلقة بمساعدة أمريكا لمواطنيها المتابعين في قضايا خارج البلاد.

والحديث هنا يسوقنا بالأساس، للوقوف على حالة رئيس الديوان الملكي الأردني سابقا باسم عوض الله الأمريكي الجنسية والمدان ب15 سنة سجنا،  في سياق ما بات يعرف إعلاميا بالانقلاب على الملك عبد الله الثاني. ما أن شرع مراسل وكالة أسوشيتد بريس، في الخوض في معطيات هذه القضية حتى بدا المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس مرتبكا، كونه لا يتوفر على معلومات قضية تخص مواطن أمريكي. في حين تقامر بلاده في تنظيم مؤتمر صحفي للحديث عن قضية سليمان الريسوني المتواجد بالمغرب البعيد بآلاف الكيلومترات عن أمريكا، ولا يفقه نيد برايس في ملفه شي سوى ما توصل به عبر بريده الالكتروني أو ما وضع فوق مكتبه.

وأمام تعنت المسؤول الأمريكي في الحديث عن حالة باسم عوض الله، لم يتوانى مراسل وكالة أسوشيتد بريس في التركيز على هذه القضية التي أسالت المداد الكثير واحتلت حيزا مهما في أجندات مسؤولي العالم، إلا أمريكا فقد غابت عن أجندة خارجيتها.

وبالاعتماد على حنكته الدبلوماسية، اكتفى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بالقول:  “نحن نتابع عن كثب حالة باسم عوض الله في الأردن، نتعامل مع أي ادعاء بسوء المعاملة ونأخذه على محمل الجد ونؤكد دائمًا على أهمية احترام ضمانات المحاكمة العادلة والمعاملة الإنسانية، نحن نقدم المساعدة المناسبة وفقا لالتزامنا بمساعدة مواطني الولايات المتحدة في الخارج “.

وتأسيسا على ما سبق، أجوبة نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فضحت انتقائية إدارة بايدن في التعاطي مع قضايا حقوق الإنسان في العالم، وكشفت بالملموس عن ضعف السياسة الخارجية الأمريكية والمتمثلة في الإمساك بقشور القضايا وترك الجوهر لأنه لا يناسبها في شيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى