جمعية بيت الحكمة تراسل القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالرباط في شأن الموقف الأمريكي من محاكمة الصحافيين الريسوني والراضي

رفعت نجيبة جلال رئيسة جمعية بيت الحكمة، اليوم الأربعاء 14 يوليوز 2021، رسالة رسمية إلى سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط في شخص القائم بأعمالها ديفيد غرين، يتوفر موقع Marocmedias على نسخة منها، لتسليط الضوء على المغالطات الواردة في تصريح الخارجية الأمريكية فيما يخص قضيتي الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي

وفي ما يلي مضمون الرسالة المذكورة كما جاءت على لسان رئيسة الجمعية:

إلى عناية السيد دايفيد غرين

القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالرباط

تابعنا عن كثب وبكثير من الدهشة، ما بدر من تصريحات على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بخصوص محاكمة الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي.

إذا كان للجميع، بصفتهم الشخصية، الحق في التعبير عن وجهة نظرهم، حتى على بعد آلاف الكيلومترات، فقط استنادا على ما توصلوا به عبر بريدهم الإلكتروني أو مكاتبهم، فيتوجب لفت الانتباه إلى أن هذا التقييم المتسرع والمنحاز، لا يليق بتاتا  بمسؤول رفيع المستوى موكول له التحدث باسم الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالفعل، نرى من منظورنا كجميعة أن المتحدث باسم الدبلوماسية الأمريكية قد تجاوز صلاحياته بمهاجمة القضاء المغربي، حيث أجاز لنفسه الإفتاء في ملف يخص اثنين من المتقاضين المغربيين.

وبالعودة إلى مربط الفرس، فلا أساس من الصحة لما يروج بخصوص “الدوافع الأخرى” وراء محاكمة سليمان الريسوني المتورط في اغتصاب المواطن المغربي آدم. لذلك، مقاضاة الريسوني في قضية تندرج تحت طائلة القانون العام، وليس لأي سبب آخر.

فعلى مستوى جمعيتنا، تابعنا الملف بكثير من الحذر، ودعونا لتوفير معاملة عادلة مع الاحترام الكامل لحقوق جميع الأطراف دون تمييز أو الأخذ في الحسبان الوضع الاعتباري لطرف على حساب الآخر. في حين، حاولت أصوات أخرى عكس الدور في هذه القضية. مع العلم أن ماهية العدالة واحدة لا تتجزأ حسب المواثيق الدولية.

بناءً على هذه الفرضية، نعتقد، من حيث الجوهر والشكل، أن تصريح المتحدث باسم وزارة خارجية الأمريكية مشوب بالخطأ.

أكثر من ذلك، الموقف الأمريكي ينافي تماما أدبيات اللباقة الدبلوماسية التي ينبغي أن تحكم العلاقات بين الدول ذات السيادة. كما تتطلب (اللياقة) وسوف تشاطروننا الرأي، الاحترام المتبادل بين بلدين تربطهما علاقات ثنائية ضاربة في القدم (قرنين من الزمن) يفترض من خلالها أن يتماهى الدبلوماسي مع الاقتصادي والتاريخي مع الإستراتيجي.

والحال كذلك، نرفض على مستوى بيت الحكمة أي تدخل من أي جهة مهما كانت في الشؤون الداخلية لبلدنا. ناهيك عن أي شكل من أشكال التدخل في العدالة المغربية، كونها عدالة مستقلة بقوة دستور المملكة المغربية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخضع لضغوط خارجية.

كما نعتقد أنه على ضوء التقدم المحرز في القضية، حرصت السلطات القضائية في المملكة على التأكيد على استيفاء جميع شروط الحياد. ولا تأثير يذكر قد يحرزه رأي أحد الطرفين للإجهاز على حقوق الطرف الآخر.

تقبلوا ، سيدي القائم بالأعمال ، خالص مودتي وتقديري.

نجيبة جلال

رئيس جمعية بيت الحكمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى