العبرة في الكيف لا في الكم: نظام الكابرانات يتسلح من خردة روسيا والمغرب يجدد ترسانته العسكرية بأجود الأسلحة الأمريكية (هشام عبود)

على الرغم من أن البلاد تعيش أزمة اجتماعية خانقة، تراجعت معها كميات المواد الغذائية الأساسية بالأسواق، إلا أن النظام الجزائري لا يجد بدا من وضع كل بيضه في سلة واحدة، وذلك بإنفاق كافة ثروات البلاد في صفقات التسلح. فيكفي الاطلاع على ميزانية التسلح المرصودة لسنة 2023، يقول المعارض الجزائري هشام عبود، والمحددة في 18 مليون دولار ما يوازي ضعف ميزانية السنة الفارطة، حتى يتيقن المرء من أن نظام العسكر يسابق الزمن لتوسيع ترسانته العسكرية، ولو اقتضى الحال تجويع الشعب الجزائري، مقابل اقتطاع جزء مهم من هذه الصفقات لفائدة جبهة البوليساريو الانفصالية لتزويدها بالوسائل اللوجستيكية لاستفزاز المغرب.

وعلى النقيض من هوس النظام الجزائري بصفقات التسلح التي بوأته المرتبة الثانية إفريقيا بعد جمهورية مصر العربية، يتابع هشام عبود، فإن المغرب رجح كفة التنمية الاقتصادية والارتقاء بمستوى عيش المغاربة، وبالتالي تطور البنيات التحتية اليوم بالمغرب وتزايد المشاريع الطموحة يترجم بالأساس عمق الفلسفة الاجتماعية التي تتبناها المملكة، وفق تعبير ذات المتحدث.

وبخطوات حثيثة ومدروسة، يؤكد الصحافي الجزائري هشام عبود، بدأ المغرب ينخرط بدوره في صفقات تسلح معقلنة لمواكبة سباق التسلح القائم بالمنطقة. ومن هذا المنطلق، وضعت المملكة يدها في يد الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها حليف تقليدي ووفي يزودها بأسلحة متطورة وفتاكة، بينما نظام تبون يكتفي بما تجود عليه به روسيا من “خردة” أسلحتها المتهالكة.

وبلغة الأرقام الصادرة عن جلوبال فاير باور الأمريكية، فإن الجزائر تمتلك 1000 دبابة، 133 طائرة مطاردة، 48 باخرة حربية ثم 6 غواصات كلها خردة روسية والنظام الجزائري يعي جيدا هذا الواقع. بينما استطاع المغرب إبرام صفقة تسلح مع الأمريكان حصل بموجبها على صواريخ المدفعية عالية الحركة “هيمارس” الفتاكة.

وتكريسا لمتانة الشراكة المغربية-الأمريكية، يختم ذات المتحدث كلامه، فإنه من المنتظر أن تنطلق مناورات الأسد الإفريقي على الحدود الجزائرية-المغربية شهر ماي القادم في وقت يبتلع فيه النظام الجزائري لسانه خوفا من الحليف الأمريكي الذي بدأ المغرب يجني ثمار تحالفه الجديد والمستجد معه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى