حميد زيد يكتب: “لا أحد من حقه أن يتحدث عن فؤاد عبد المومني.. المعارض المقدس”

تفاعلا مع تدوينة للمدعو فؤاد عبد المومني عن مقال لزملائنا في موقع “كود”، اتهمهم فيها بالعمالة وبأداء خدمات دنيئة، نشر الصحافي حميد زيد مقالا في الموقع المذكور للرد على تهجم عبد المومني.

وفي ما يلي نص المقال:

“كل من يذكر  السيد فؤاد عبد المومني بالاسم. كل من يتحدث عنه. كل من ليس معه. كل من لا يوافقه الرأي.

كل من لا يصفق له. هو و المعطي منجب. والآخرين. فهو مأجور. ومكلف بمهمة. وبوليسي. وعميل للمخابرات. ونحن في موقع كود ننتمي إلى هذه الزمرة.

زمرة العملاء. الذين يتلقون الأوامر للهجوم على البطل. نحن صحافة المخابرات. نحن الذين سيتم شنقهم بعد إزالة النظام.

وقد كتب عنا فؤاد عبد المومني أننا نؤدي”خدمات دنيئة مؤدى عنها”.

هكذا. وبكل الاستسهال الممكن. وبكل الخفة. وبكل الثقة في النفس. وبكل اليقين. وبكل السلطوية التي يمنحها له موقعه ك”معارض”. وبكل “التفوق الأخلاقي”. اتهمنا في موقع كود. وأصدر حكمه. وتم تطبيقه. وانتهى الكلام.

وليس هذا جديدا على فؤاد عبد المومني. فقد سبق له قبل سنوات. أن أصدر في حقي نفس الحكم. لمجرد مقال لي لم يعجبه. ولم يوافق هواه. عن واحد من “معارضي النظام” المقدسين في المغرب. ويمارس فؤاد عبد المومني كل هذه السلطة وهو في المعارضة. وهو في النضال. وهو مقموع.

ويمارس فؤاد عبد المومني كل هذا التجني. وكل هذا الاستبداد.  وكل هذا العنف. وهو ضحية للنظام. فما بالك لو كان في السلطة. وطبعا لن يتردد لحظة في إصدار حكمه في حقنا.

نحن الخونة. نحن الذين تم وضعنا في قائمة الصحافيين المأجورين. وسنكون في موقع كود عبرة لكل من يتطاول على المعارض المقدس. وعلى حكومة الثوار. وسننال العقاب الذي يستحقه كل من يؤدي خدمة دنيئة. ويا للمصير الذي ينتظرها. يا للانتقام الثوري من جبهة عبد المومني والمعطي وأبي الحروف. و لأنه يساري. و لأنه معتقل سياسي سابق. فهذا يخول لفؤاد عبد المومني أن يكون الأنقى. والأطهر. بين كل المغاربة.

وأن يكون على حق دائما. وأن يكون مصيبا. وعارفا. بكل ما يقع. في الصحافة. وفي المغرب. وفي القصر. وفي الولايات المتحدة. وفي كل مكان. وفي موقع كود. وفي رؤوس المشتغلين به.

وأن يوزع تهم العمالة على كل من لا يروق له. وعلى كل من ينتقده. وعلى كل من لا يرى المغرب أسود. و ليس بكل هذا السوء الذي يتخيله السيد عبد المومني. وليس بكل هذا الاستبداد. وليس على شفير الهاوية كما يحاول جاهدا معارض النظام أن يصور لنا. وإما أن نقتنع بتحليل فؤاد عبد المومني. وبنظرته للدولة. وللوضع في المغرب.

وإما أن نرى الانهيار في كل مكان. والمخابرات في كل مكان. والثورة في كل مكان.

وإما فنحن نشتغل مع النظام. وغير مهنيين. ونتلقى العمولات من الأجهزة.

لكننا لسنا مسؤولين في موقع كود على فشل هذا النوع من المعارضة التي يمثلها فؤاد عبد المومني.

المعارضة الحاقدة. المعارضة المهووسة بتصفية الحسابات. و المركزة بشكل يبدو مرضيا على رأس الدولة. كأنها تريد شيئا منه ولم تنله. كأنها تريد مكانا لها بالقرب منه. ولم تحظ به.

المعارضة التي تبدو راغبة في الانتقام. وليس في المعارضة. المعارضة التي تستنجد بالعدل والإحسان. المعارضة المنشرحة بكل ما يسيء إلى دولة المغرب. المعارضة التي تتمنى الفشل للمغرب. وتتمنى الأزمات. وتتمنى ألا يحدث أي نمو. وأي تطور. وأي تقدم. كي يتأزم الوضع. وكي يحلو لها الانتقاد. والانتقام.

وحتى عندما ينجح المغرب دبلوماسيا. وحتى عندما يتغير الموقف الإسباني والألماني والأمريكي لصالح مغربية الصحراء. يغضب فؤاد عبد المومني ومن معه. ويرفض أن يصدق ذلك. وينفيه. وينتظر بنفاد صفر أن يصدق توقعه. وأن يعادينا الاتحاد الأوربي. وأمريكا. وإسبانيا. كي ينتصر هو. وكي يحاصر دولته.

وكي يتشفى. سعيدا. بالمقابل. كلما ظهر مقال هنا أو هناك يبتز المغرب. وحتى الفيديوهات الرخيصة في اليوتوب. وغير المعروف من يقف خلفها. يعتمد عليها فؤاد عبد المومني. وينشرها باعتبارها حقيقة. ويروجها.

كأي شخص بريء ولا يعرف أي شيء. ثم يأتي متحدثا عن الأخلاق وعن المهنية حين نشرنا في موقع كود خبرا عنه. وقد يكون ما كتبه موقع كود ليس مهنيا.

لكن متى كان فؤاد عبد المومني ومن معه حريصين على الأخلاق وعلى المهنية. وليس ذنبنا في كود أن جبهة فؤاد عبد المومني الشعبية لا يتجاوز الملتحقون بها أربعة أو خمسة أشخاص. وأن الغضب والاحتقان ليس كما يرغب فيه الثوار. وأن غلاء الأسعار لم يدفع الناس إلى الخروج إلى الشارع وإلى الزحف نحو القصر.

وليس ذنبنا أن الدولة في المغرب ناجحة. ولم يعد بمقدور معارضيها اللحاق بها. هذا كله لا دخل لنا به. ولسنا مسؤولين عنه. ومبتهجون به صراحة. مبتهجون بدولتنا وهي تحقق كل هذه الانتصارات. ثم وهي تنال ثقة معظم القوى العظمى. والديمقراطية.

ومن جهة أخرى. لا يمكننا أن نلعن بلادنا ونسيء إليها ولمصالحها لمجرد الرغبة في المعارضة. ونيل إعجاب فؤاد عبد المومني.

كما أنه ليست لنا حسابات نريد أن نصفيها. ولا أحد منا كان يبحث عن منصب في الدولة ولم يحصل عليه. ولا أحد منا كان يريد أن يكون قريبا من البلاط. وتم لفظه. وحين تم إهماله. تحول إلى شخص يرى الدكتاتورية والاستبداد في كل مكان. ويرى هاوية لا يراها المغاربة. ويرى قمعا في كل مكان. وغيابا للحرية. وجوعا. ونهاية وشيكة. وقيامة.

ولا نخفي في  موقع كود أننا نرى الدولة أفضل من هذا النوع من معارضيها وأنها أكثر اندماجا في عصرها. وأنها أكثر برغماتية. وأنها أكثر قدرة على التكيف. وهذا حق من حقوقنا. في أن يكون لنا رأينا الخاص وخطنا التحريري. وأن نكون في صف الدولة. ولسنا أبدا مضطرين أن نكون مع فؤاد عبد المومني. وسنستمر في فضحه. وفي انتقاده كلما بدا لنا ذلك ضروريا.

كما سنستمر في انتقاد الدولة. لكن ليس بمنطق تصفية الحسابات. والانتقام. والحقد. إلا أن فؤاد عبد المومني يستكثر علينا ذلك. ويريد الجميع في صفه. يريد منا أن نحترمه. ونوقره. ونتوجه. ونضع تاجا فوق رأسه. ونؤمن بكل ما يقول. وبما يروجه أعداء المغرب. وبما تروجه جبهة البوليساريو. والجزائر.

يريد منا أن لا نرى أي ابتزاز في ما يكتب عن المغرب. يريد منا أن نعتبر أن الإعلام في أوربا يسيره الملائكة. يريد منا أن لا نتفاجأ كيف لمؤسسة صحفية رصينة نشرت مقالا غير رصين. يريد منا أن ندخل إلى الفقاعة التي يعيش فيها.

وأن نلتحق بالجبهة الشعبية الواسعة التي تضم أسماء معدودة على رؤوس الأصابع.

يريد منا أن نرى كل شيء سيئا في المغرب. يريد أن نرى السقوط والهاوية على مرمى حجر. وإن لم نستجب وإن لم ننبهر بهذا النوع من التحليلات والمواقف. وبهذا النوع من المعارضة، فنحن عملاء ونشتغل مع المخزن. ونقدم خدمات دنيئة مؤدى عنها كما قال فينا السيد فؤاد عبد المومني بعظمة لسانه.

بينما هو بالمقابل يصدق كل ما يكتب ضد بلاده. وكل ما يروجه خصوم المغرب. دون أن يتهمه أحد. ومن يجرؤ على ذلك. ومن يذكره بالاسم. سوف يتم الانتقام منه. ومحاكمته محاكمة شعبية. بعد خروج الجبهة. وسيطرتها على الحكم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى