زيت المائدة.. الذهب الأصفر المفقود في الجزائر ويباع بمعدل خمسة لتر للفرد (وثيقة)

لا حديث هذه الأيام داخل البيوت الجزائرية إلا عن كون البلاد تسير بثبات نحو أزمة غذائية خطيرة قد تنتهي بإعلان حالة المجاعة، بحيث أصبح من مقومات الرفاهية بالجزائر امتلاك كميات كبيرة من زيت المائدة أو تخزين قسط وفير من دقيق السميد، بعدما صار توزيعهما ب “البون” وتحت إشراف السلطات الأمنية، الموكول لها تنظيم الطوابير البشرية التي تحج إلى الساحات العمومية لشراء نصيبها من هذه المواد.

أزمة المواد الغذائية بالجارة الشرقية تتفاقم يوما تلو الآخر، بحيث أصبحت تتوسع رقعة المواد الغذائية المشمولة بالندرة. ولا أدل على ذلك أكثر مما أعلنت عنه وزارة المالية، عبر وثيقة رسمية، تنهي فيها إلى علم موظفيها ممن تهمهم الاستفادة من زيت المائدة من نوع إيليو، تسجيل أسمائهم في قوائم مخصصة لهذا الغرض وتسديد ثمن الزيت المحددة سعتها في خمس لترات لكل شخص.

زيت المائدة.. الذهب الأصفر المفقود في الجزائر ويباع بمعدل خمسة لتر للفرد (وثيقة)

وبالرغم من تبعات الأزمة الاقتصادية والسياسية على الحياة اليومية للمواطن الجزائري، إلا أن نظام العسكر لا زال يتعنت في تصدير أزماته الداخلية نحو جاره المغرب كسياسة للهروب إلى الأمام. فالمشهد بالجزائر لا زال ضبابيا والأفق لا يبشر بالخير، في ظل نظام بنى استمراريته على القمع والعنف والاعتقالات، والنقص في الغداء والدواء، وندرة المياه التي لا تستقيم الحياة بدونها. أكثر من هذا، دولة “أحسن منظومة صحية في المغرب العربي” وقفت عاجزة أمام توغل فيروس كورونا وتركت المواطنين في مواجهة ضراوة الوباء، لأن اللقاح أصبح حلما بعيد المنال عن حكام الجزائر، فجاءت صرخة المواطن مدوية من أعماق البحار حيث يرتمي أبناء الجزائر هربا من قبضة العسكر وينتهي بهم المطاف غرقى قبالة السواحل الإسبانية.

وللإشارة، فقد استقبلت السواحل الإسبانية 1500 مهاجر سري جزائري في ظرف يومين فقط. رقم مهول دفع مسؤولي وزارة الداخلية الإسبانية للتساؤل، ما الذي يجري بالجزائر حتى تفر منها هذه الأعداد الغفيرة؟؟.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى