رئيس الاستخبارات الداخلية الألماني السابق ينتقد سياسة ميركل في مجال الهجرة ويصفها “بالقاتلة” للبلاد (قراءة تحليلية)

خلال تصريح خص به الصحيفة البريطانية “ديلي ميل”، وجه هانز جورج ماسن، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني السابق، عدة انتقادات لسياسة الهجرة التي تتبعها المستشارة أنجيلا ميركل، واصفا إياها بـ”القاتلة” للبلاد.

وفي ذات الحوار، أوضح ماسن أن تداعيات هذه السياسة الممنهجة كان لها تداعيات جد جسيمة في عدة مجالات، مشيراً إلى حادث الطعن الأخير الذي قام به مهاجر صومالي في مدينة فورتسبورغ الألمانية، حيث اعتدى على 8 أشخاص أردى ثلاثة منهم قتلى، فيما أصيب الآخرون بجروح متفاوتة.

وعلاقة بالموضوع، أشار ماسن إلى أن المستشارة الألمانية سمحت بدخول حوالي 1.2 مليون مهاجر في عام 2015، معظمهم لم يكن لهم حق اللجوء، هذا في الوقت الذي تعرف فيه ألمانيا حالة من التدهور الاقتصادية والسياسية.

رئيس الاستخبارات الداخلية الألماني السابق ينتقد سياسة ميركل في مجال الهجرة ويصفها  “بالقاتلة” للبلاد (قراءة تحليلية)

وتعليقا على حيثيات وأبعاد موقف رئيس الاستخبارات الداخلية الألماني السابق هانز جورج ماسن، حيال سياسة ميركل في مجال الهجرة، قدم المحلل السياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية محمد بودن قراءاة تحليلية في الموضوع على قناة ميدي1 تي في، أوضح من خلالها، أن النبرة الحادة التي ميزت موقف المسؤول الاستخباراتي الألماني تميط اللثام مرة أخرى، عن الانقسامات التي تعرفها ألمانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام بخصوص كيفية التعاطي مع الهجرة والمهاجرين.

وتابع ذات المتحدث، أن التجادبات السياسية داخل ألمانيا حالت دون التوافق على حل واقعي وجدري لإشكاليات الهجرة، لاسيما وأن أنجيلا ميركل تعيش آخر أيامها كمستشارة، ما يدفع بعض التيارات السياسية المتطرفة لإستخدام ورقة الهجرة كتكتيك انتخابي.

وعلاوة على ذلك، تنامي أعمال العنف في حق المواطنين الألمان في السنوات الأخيرة، ساهم بشكل أساسي في إذكاء النقاش حول جدوى سياسة “الأبواب السخية” التي انتهجتها المستشارة أنجيلا ميركل سنة 2015، والتي وضعتها في مواجهات مع أحزاب على غرار الحزب الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي وكذا الحزب البافاري.

وفي أعقاب سؤاله عن تداعيات سياسة أنجيلا ميركل في مجال الهجرة على الوضع في ألمانيا وعلى حظوظ حزب ميركل في الحفاظ على موقعه في المشهد السياسي، أشار بودن إلى أن أولى هذه التداعيات تتمثل في التهجم الأخير الذي قام به أحد المهاجرين الصومال في حق المارة بالشارع العام وهو ما قد يُسْتَغَلُ من طرف تيارات يمينية للإطاحة بميركل. أكثر من هذا، على حد تعبير المحلل السياسي، يروج في الأروقة السياسية الألمانية حديث بشأن الاتجاه نحو تقليص المدة الانتدابية للمستشارين، كون ميركل عمرت في هذا المنصب لما يوازي 13 سنة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى