حينما تتخبط المؤسسة العسكرية الجزائرية في مخلفات فسادها.. تنصيب العقيد محرز جريبي مديرا مركزيا لأمن الجيش الجزائري بالنيابة نموذجا (هشام عبود)

في جولة جديدة من كشف خروقات المؤسسة العسكرية، الناهي والآمر في الجزائر، خصّص المعارض الجزائري هشام عبود أحدث خرجاته على منصة اليوتوب للتعليق على التنصيب الرسمي للعقيد محرز جريبي  مديرا مركزيا لأمن الجيش بالنيابة، خلفا للعميد عبد العزيز نويوات شويطر.

ومن هذا المنطلق، أوضح ذات المتحدث، أن تعيين جريبي مَشُوبْ بالتدليس والغموض، لاسيما وأن الاختيار وقع عليه في ال 02 من مارس الجاري، إلا أن التنصيب الرسمي لم يجرى إلا بعد تسعة أيام من التاريخ المذكور، أي أمس السبت 09 مارس الجاري.

وبالنظر إلى تضارب الرتب، يتابع الصحفي الجزائري هشام عبود، فكيف يعقل أن يختار الكابرانات عقيدا خلفا لعميد؟ هل خالف السعيد شنقريحة التراتبية العسكرية لأجل عيون محرز جريبي أم أن الجيش يعاني خصاصا مهولا في رتب العمداء واللواءات؟ نعم هي الأمور كذلك، يجزم عبود، فسجن البليدة مليء عن آخره بمخلفات عهد عبد العزيز بوتفليقة من لواءات وجنرالات وغيرهم من كبار العساكر الفاسدين. لذلك من البديهي، أن يجد شنقريحة نفسه بين مطرقة الخصاص وسِنْدَانْ إلزامية سده بالمُتَوَفَرْ.

ومن جانب آخر، أشار عبود، إلى أن من ثمار السياسة الترقيعية المتبعة بالمؤسسة العسكرية أن كان معظم مسؤولي مديرية أمنها لا يعمرون طويلا في مناصبهم، ولعل أطول مدة قضاها أحدهم لا تتعدى السنة وهو اللواء سيد علي ولد زميرلي. وهذا ما يبين بجلاء أن مؤسسة شنقريحة بَصَمَتْ على فشل ذريع في تسيير مديرية أمن الجيش باعتبارها فرع عسكري حساس يضطلع بمهام الاستخبارات العسكرية في حالة السلم والحرب، ناهيك عن سهرها على تأمين مختلف الوحدات والثكنات العسكرية.

وغير بعيد عن ما ذكره أعلاه، استغرب هشام عبود كيف يتمتع الفريق السعيد شنقريحة بصلاحيات مفتوحة إلى الحد الذي يسمح لنفسه بالتصرف بأريحية في تعيين كبار العساكر. فبحسب القوانين المؤطرة لذلك، يؤكد عبود، يُعْهَدُ بمهمة المديرية المركزية لأمن الجيش لوزارة الدفاع الوطني وليس لشنقريحة المترامي على كافة مفاصل مؤسسة الجيش.

وفي موضوع آخر، استوقفت ذات المتحدث، ازدواجية المواقف التي تطبع تحركات النظام الجزائري بشأن خلافات الدول فيما بينها، وكيف يحرص هذا النظام الفاسد على الظهور بمظهر رصين وعميق داعيا إلى حل النزاعات بطرق سلمية وفي مقدمتها الحوار البناء. والحديث هنا، يتابع عبود، تدور رحاه بالأساس حول ترحيب تبون ومن ولاه بعودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران لما فيه من خير لشعبي البلدين، مع إعادة فتح سفارات البلدين في الأسابيع المقبلة. وفي الضفة المقابلة، لا تدخر الجزائر جهدا في تعميق خلافاتها الوهمية مع جارها المغرب، انطلاقا من تبني أطروحة الانفصال وصولا إلى تجميد العلاقات الدبلوماسية مع المملكة وبالتالي تعميق جراح الشعبين المنشطرين بين الحدود الجزائرية المغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى