وليد كبير: الجزائريون يتقاتلون فيما بينهم بمكة المكرمة والجريمة تساؤل في العمق ما جنته الكابرانات في حق البلاد والعباد (فيديو)
واقعة قتل معتمرين جزائريين على يد ابن بلدهم بمكة المكرمة، حيث كانا يؤديان مناسك العمرة إنما تُسَاؤِلُ في العمق منسوب القيم التي أصبح يفتقر لها الشعب الجزائري، بفعل تعاقب حكام فاسدين عليهم، وهو ما غرس في نفوسهم العنف كعقيدة للاستمرار في الوجود.
وتبعا لذلك، لا يمكن للمرء أن يبلغ به التجرد من الإنسانية ومشاعر الإخاء داخل بيت الله الحرام حد يرتكب جريمتي قتل بشعة في حق أبناء وطنه، إلا والمسألة تطرح أكثر من سؤال وجيه، على حد تعبير المعارض السياسي وليد كبير. هل العنف أصبح قيمة عقائدية تتوارثها الأجيال بالجزائر من العسكر إلى المواطنين؟ ما صحة فرضيات إصابة القاتل بمرض نفسي؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف أمكن التأشير لمريض نفسي على السفر إلى الديار المقدسة؟.
وباعتماد أسلوب العصابات وقطاع الطرق، يستطرد ذات المتحدث، عودنا ساكن قصر المرادية عبد المجيد تبون ومن خلال أبواقه الإعلامية، على الحديث بلهجة عنيفة مِلْئُهَا العنف والتهديد والوعيد، ما يجعلنا كلنا يقين بأن العنف وكل مشتقاته تنطلق من هرم السلطة وتتدحرج إلى أن تصل للشعب الجزائري الذي يستجيب له. فلا غرابة اليوم، بحسب كبير، في بروز العنف بين أبناء الوطن في مختلف تجلياته. كما لا غرابة في أن تتراجع صورة وسمعة الجزائر بين الأمم بسبب الكابرانات وما يصنعونه من إثم في حق البلاد والعباد.
وفي سياق ذي صلة، يتابع وليد كبير، لقد حرص النظام الجزائري على مر السنين على تكريس العداء والعنف اللفظي اتجاه جاره المغرب، عبر إقناع الجزائريين بأن عدوهم الأبدي هي المملكة التي تريد بهم السوء، وما نشهده اليوم في انتشار لمظاهر العنف داخل وخارج الجزائر إنما هو ثمرة العنف المتأصل في نفوس الكابرانات والشعب الذي ارتوى من مَعِينِهِمْ الآسِنْ.



