كاريكاتير | “وليدات ماما فرنسا”.. مسامير الاستعمار وناطقون غير رسميون باسمه ضد المغرب ومصالحه العليا

طُردت فرنسا من المغرب، كما طُردت من عدد من البلدان الإفريقية، لكنها تركت أبناءً لها في المغرب لحماية مصالحها، واحتضنت آخرين للنطق باسمها والدفاع عن مواقفها كلما فرضت الضرورة ذلك.
يُلقبون في العامية المغربية بـ “وليدات ماما فرنسا”. يحملون الجنسية المغربية، ولدوا في المغرب وفي كنفه ترعرعوا، لكن ولائهم ليس للمغرب وإنما لمن أرضعتهم الحقد والكراهية ضد وطنهم.. “ماماهم فرنسا”. وقد يكونوا مستعدين لأن يدينوا بالولاء لكل من يدفع أكثر، لكن آخر همهم هو الدفاع عن وطنهم.
فماذا يعني أن تكون “مغربيا”، لكن عوض أن تصطف كجندي مجند كباقي المغاربة للدفاع عن وحدة وسيادة بلدك، (عوض هذا) تهرول إلى “ماما فرنسا” لتصريف مواقفها المعادية لسيادة بلدك واستقرار وطنك؟
ماذا يعني أن تكون “مغربيا”، لكن في خطاباتك وآرائك ومقالاتك ومداخلاتك وتحليلاتك وتغريداتك وحركات وسكناتك، تنطق وفي كل المناسبات بلسان “ماما فرنسا” ضد بلدك المغرب؟
ماذا يعني أن تكون “مغربيا”، لكنك تطلب من مُستعمر سابق إركاع المغرب وإخضاعه وحشر أنفه في قضايانا السيادية؟
هذا حال كل من فؤاد عبد المومني وبوبكر الجامعي، وغيرهم الكثير ساهموا في تفريخ مزيد من “وليدات ماما فرنسا”.
وجوه ألفها المغاربة أن يروها بانتظام على شاشات القنوات العمومية الفرنسية كلما تعلق الأمر بحملة عدائية ممنهجة ضد المغرب، وكلما تعلق الأمر بمواقف سلبية تمس الوحدة الترابية للمغرب.
كان آخر ما جاد بهم حقدهم ضد المغرب، في إطار تعليمات “ماماهم فرنسا” للمس بالقضية الوطنية للمغاربة، هي إقدامهم على المشاركة مع “ائتلاف” من الأكاديميين والصحافيين والحقوقيين، في توقيع نداء موجه للدول الأوروبية، وبالأخص إلى فرنسا، للتدخل في نزاع الصحراء، بهدف تفادي نشوب حرب مزعومة وشيكة بين المغرب والجزائر، بدعوى أن لفرنسا امتداد تاريخي في المنطقة، داعين إياها ألا تبتعد عن نزاع الصحراء، وتعيد النظر في العلاقات مع “مستعمراتها” السابقة، في ظل محاولة كل جانب الضغط على حلفائه من أجل تبني الموقف الذي تريده.
ولا تعدو أن تكون هذه إلا مناورة بئيسة من فرنسا التي تريد لعب دور أكبر منها، حيث لجوءها إلى “وليدتها” ما هو إلا محاولة منها للتخلص من الإحراج القوي الذي سببه لها موقف الولايات المتحدة الواضح من المقترح المغربي حول الحكم الذاتي في الصحراء، والموقف المماثل لإسبانيا ودول أوروبية أخرى. كما أنه ينطوي على مناورة فاشلة لكسب الوقت، لتفادي الرد بجواب واضح على رسالة الملك محمد السادس بخصوص أن المغرب لم يعد يقبل بازدواجية المواقف حول قضية الصحراء.
فرنسا بعنجهيتها ومنطقها الاستعماري والاستعلائي، لا تلام في كل الأحوال، لأنها لا تبحث إلا عن مصالحها. لكن كل اللوم على من ارتمى في حضنها واستحلوا فيه خيانة وطنهم، مكرسين حياتهم للتربص بالوطن في زمن الشدة والمحائن التي يمر بها العالم كاملا، ورشقه بحجارة الخيانة والتكالب.