قضية الناشطة الحقوقية الجزائرية أميرة بوراوي: نظام الكابرانات ينتهج سياسة لي الذراع عبر اضطهاد عائلات المعتقلين

تسود حالة من الاستياء العارم والامتعاض داخل الأوساط الحقوقية بالجزائر، بسبب سياسة القمع والاعتقالات التي ما فتئت تستفحل أكثر فأكثر، على اعتبارها الخيار الأمثل بالنسبة لنظام الكابرانات المعادي للأصوات الحقوقية داخل وخارج البلاد
وفي هذا الصدد، فبعدما طفا على السطح اسم أميرة بوراوي، كواحدة من هذه الأصوات المنادية بضرورة إرساء دعائم دولة مدنية بعيدة عن قبضة العسكر، ها هي اليوم تدفع ثمن قناعاتها الحقوقية الرافضة لعسكرة الجزائر وإغراق شعبها في سلسلة من الأزمات الاجتماعية اللامتناهية.
وكما عودنا تبون ومن يدور في فلكه، فقد تسلطت عناصر الدرك الوطني الجزائري على كامل أفراد أسرة الناشطة الحقوقية أميرة بوراوي، حيث اعتقلوا والدتها ذات 73 عاما والتي تعاني من مضاعفات على مستوى القلب، ثم شقيقتها وفاء بوراوي حوالي الساعة السابعة يوم أمس السبت، حيث تم اقتيادهما صوب مقر الدرك الوطني بالجزائر العاصمة قبل أن يتم نقل الأم اليوم الأحد صوب ولاية عنابة.
وبحسب مصادر إعلامية جزائرية مطلعة على تفاصيل القضية، فقد تم نقل خديجة بوراوي والدة أميرة بوراوي من الجزائر العاصمة إلى عنابة بعد أن تم وضعها تحت تدبير الحراسة النظرية من ليلة السبت إلى اليوم الأحد بالدرك الوطني بالعاشور.
هذا ومن المنتظر أن يتم عرض والدة الطبيبة والناشطة الحقوقية أميرة بوراوي، على أنظار قضاة محكمة عنابة، على خلفية تهم مفبركة من قبيل المشاركة في تهريب ابنتها من تونس نحو فرنسا، بينما تم الإفراج عن شقيقتها وفاء اليوم على الساعة الخامسة صباحا بالجزائر العاصمة.
وأمام هذا التعدي السافر على أبناء الجزائر ممن حملوا على عاتقهم مهمة فضح فساد الكابرانات والمساهمة كل من موقعه في جلاء العصابة الحاكمة، أعرب مجموعة من الحقوقيين الجزائريين عن استنكارهم الشديد من واقع القمع والاضطهاد القائم بالبلاد، معتبرين النهج إياه لا يمكن أن يصدر إلا عن من يتمتع ﺑ “عقلية استعمارية”، حيث يعمد المستعمر إلى تعميق جراح المعتقلين عبر استهداف أهاليهم والتنكيل بهم والزج بهم بالسجون، ولا أدل على ذلك أكثر مما كابدته عائلة بوراوي، التي تعرض مسكنها للاقتحام مرتين، على يد عنصرين من الأمن الوطني الجزائري بغاية ترهيبهم وسؤالهم حول ما إذا كانوا يساندون ابنتهم فيما قامت به.
أميرة بوراوي تبقى غَيْضْ من فَيْضْ في بحر الترهيب والقمع المنتشران بالجزائر، لأن النظام الحاكم لا يستسيغ أبدا أن ينكشف للعيان وجهه الحقيقي. وبالنسبة له المعارضون وأهاليهم في كفة واحدة، وينتظرهم مصير واحد، مادام ابنك يعارض فعليك أن تتحمل نتائج معارضته، وفق ما كشف عنه حقوقيو الجزائر. لكن أليس بين الكابرانات عاقل يلفت انتباههم إلى أنهم يتقدمون بخطى حثيثة نحو الهاوية ويجرون في أذيالهم دولة بأكملها لقاء تعنتهم؟ أم أن الكابرانات يجسدون موقف الخاسر الذي يعي جيدا خساراته ويتصرف على أساسها كونه لم يعد في جعبته ما يخسره؟