جهاز الأمن المغربي يضع المواطن في صلب انشغالاته.. المركز الرئيسي للقيادة والتنسيق بالبيضاء نموذجا (فيديوهات)

لم يعد يخفى على القاضي والداني، مدى فاعلية جهاز الأمن المغربي سواء داخليا أو خارجيا، حيث أصبحت تتقاطر عليه طلبات مختلف الدول للاستفادة من خبرته في تفكيك شفرة قضايا بالغة الحساسية، على غرار ظاهرة الإرهاب والتطرف.
هذ الزخم والخبرة النوعية التي تتمتع بها المؤسسة الأمنية المغربية كان من الطبيعي أن يقطف ثمارها المغاربة أولا، وهو ما نلمسه يوما عن يوما إثر تنامي الشعور بالأمان، لأن رجال حموشي نجحوا بفضل انخراطهم الكامل وتفانيهم في تأمين كبريات المدن المغربية وتطويق شوارعها أمنيا للقطع مع كافة أشكال الجريمة والانحرافات المنتشرة في الشوارع والأزقة.
والمثال نسوقه هذه المرة من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ذات تعداد سكاني يراوح 5 ملايين نسمة وفق إحصائيات عام 2022، حيث تبصم المديرية العامة للأمن الوطني هناك على عمل جبار ونتائج جد مرضية بخصوص تأمين شوارع المدينة. وفي هذا الصدد، أوضح رئيس المركز الرئيسي للقيادة والتنسيق السيد عبد الحكيم السيقا، أن الخط 19 الخاص بتلقي شكايات المواطنين على مستوى مدينة الدار البيضاء سجل خلال سنة 2022، حوالي 365 ألف و212 مكالمة إيجابية، مقابل مليون و270 ألف و237 مكالمة سلبية، أي ما مجموعه مليون و635 ألف و449 مكالمة.
وحول معالجة المكالمة الواردة على مستوى الخط 19، يتابع ذات المتحدث، فإن العناصر الأمنية تتعامل معها بالجدية اللازمة سواء المتعلقة منها بالإرشاد أو حتى الشكايات، ويتم توزيعها على المناطق الأمنية المعنية من أجل القيام بالمتعين في الوقت المناسب.
هذا وتندرج مهام المركز الرئيسي للقيادة والتنسيق بالبيضاء في إطار الإستراتيجية الجديدة التي سطرها المدير العام للأمن الوطني السيد عبد اللطيف حموشي، والتي تروم أساسا التفاعل السريع والفعال مع نداءات المواطنين وتقديم الإرشادات اللازمة عند الضرورة.
وبخصوص مكونات هذه المنشأة الأمنية، كشف المتحدث ذاته، أن البناية مكونة من طابق أرضي وأربعة طوابق تمتد على مساحة تتجاوز 500 متر مربع، متصلة خارجيا بشبكة تتكون من 210 كاميرا عالية الجودة تتحرك وفق زاوية 360 درجة، مرتبطة بنظام معلوماتي من الألياف البصرية، يغطي مساحة العشرات من الكيلومترات من المدار الحضري لقطب الدار البيضاء.
ويحتوي الطابق الأرضي من هذه البناية على قاعة متعددة الاستعمالات يمكن استخدامها في تنظيم دورات التكوين المستمر والتخصصي، وعقد مختلف اللقاءات المتعلقة بالشأن الأمني بالمدينة.
كما يضم هذا المركز قاعة للقيادة والتنسيق (قاعة متطورة للمواصلات) تمتد على طابقين، يشمل الأول منه قاعة متعددة المهام، يعمل بها مجموعة من مناولي الخدمات على تلقي نداءات النجدة الصادرة عن المواطنين عبر الخط الهاتفي 19 بنظام7/7 و24/24، وذلك عبر أرضية تقنية تم تطويرها خصيصا من أجل تلقي ومعاجلة أكبر عدد ممكن من الاتصالات بشكل متزامن، كما يتم تدوين المعطيات الأولية لاتصالات النجدة بشكل فوري ضمن قاعدة معطيات معلوماتية، قبل أن يتم توجيهها بشكل آني وفوري إلى قاعة تدبير المواصلات المكلفة بتوزيع المهام على فرق شرطة النجدة العاملة بالشارع العام.
كما يشتمل طابق آخر من هذا المركز على قاعة مواصلات عصرية ومتكاملة، وهي عبارة عن منظومة متكاملة تعمل على متابعة التدخلات الميدانية لمختلف فرق الشرطة العاملة بالمناطق الأمنية الإحدى عشرة التابعة لولاية أمن الدار البيضاء، ينهض فيها 20 موظفا للشرطة بدور موزعي مهام، يتلقون نداءات النجدة ويسهرون على تنفيذ المستوى الثاني من مسار معالجتها، وذلك بتوجيه الدوريات الميدانية الأقرب جغرافيا إليها، ومتابعة نتيجة هذه التدخلات وتوثيقها ضمن قاعدة معطيات معلوماتية ذات تحيين آني، مع التزامهم بقواعد صارمة من النجاعة والاستجابة الفورية والإيجابية لنداءات المواطنين وفق مدد زمنية مدروسة بشكل مسبق حسب المسافة الجغرافية.
وتحتوي هذه المنشأة، أيضا، على مركز متكامل لتجميع المعطيات وتخزينها وفق أحدث ضوابط الأمن السيبراني، مزود بأنظمة قادرة على تخزين محتوى رقمي واستخراجه بشكل آني واستغلاله ضمن العمليات الأمنية وباقي المهام الخدماتية الموكولة لمصالح الأمن الوطني.