تونس تقيل وزير شؤون خارجيتها عثمان الجرندي بضغط من كابرانات الجزائر

نزلت السلطات الجزائرية بثقلها على الرئيس التونسي قيس سعيد بغية إقالة وزير خارجية بلاده عثمان الجرندي، لأنه استجاب لمطالب السلطات الفرنسية بشأن إطلاق سراح معارضة فرنسية من أصول جزائرية أميرة بوراوي، والتي كان من المفترض أن يتم ترحيلها صوب الجزائر.
وبحسب مصادر مطلعة على كواليس الإقالة المفاجئة، فقد تم توقيف الأخيرة من قبل السلطات التونسية بعد دخولها إلى هذا البلد بشكل سري، ونجحت في الهروب من الجزائر، حيث يُمْنَعُ عليها المغادرة بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي.
وبعد توقيفها في مطار تونس، حيث كان من المقرر أن تلحق بابنها بمدينة ليون الفرنسية، أميرة بوراوي الحاصلة على الجنسية الفرنسية منذ عام 2007، اتصلت بالسفارة الفرنسية في تونس، والتي ربطت الاتصال بدورها بوزارة الشؤون الخارجية التونسية لاستصدار قرار عدم التسليم لفائدة المعنية بالأمر، وهو ما رضخ له الوزير التونسي تحت الضغوطات الفرنسية.
يبدو أن عَتْقْ وزير الخارجية التونسي المقال عثمان الجرندي لرقبة الناشطة الحقوقية والطبيبة أميرة بوراوي من قبضة نظام العسكر الذي تعارضه بشراسة، قد أصاب تبون ومن يدور في فلكه بالسعار، لاسيما وأن فرنسا دخلت بهدوء وسرية على الخط لحماية بوراوي ذات الجنسية الفرنسية. ولاستعادة ماء وجهه سارع النظام الجزائري إلى الاحتجاج أمام نظيره التونسي على هذا الإجراء الذي يُعْتَبَرُ في جوهره إنساني وحقوقي محض، وهو ما تفاعل معه قيس سعيد ردا لجميل الكابرانات لأنهم أغدقوا عليه المال الكثير لشراء ذمته ومواقفه.
وللتذكير، أعلنت الرئاسة التونسية، اليوم الثلاثاء، إعفاء وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، من مهامه.
وأفاد بلاغ مقتضب، صادر عن رئاسة الجمهورية، بأن نبيل عمار سيحل محل وزير الخارجية السابق.
وسبق لوزير الخارجية الجديد أن شغل منصب سفير تونس ببروكسل وممثلها لدى الاتحاد الأوروبي.