تفاصيل الزيارة الرسمية التي قادت إسماعيل هنية زعيم حركة حماس الفلسطينية إلى المغرب (صور)

حل اليوم الأربعاء، إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية بالمغرب مرفوقا بوفد كبير. وكان في استقباله سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى جانب عدد من القيادات في صفوف الحزب.

وفي أعقاب الكلمة التي خص بها هنية وسائل الإعلام الوطنية، أعرب زعيم حماس عن عميق امتنانه للمغرب ملكا وشعبا وحكومة على دوام احتضانه للقضية الفلسطينية، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن الزيارة الحالية تحظى برعاية الملك محمد السادس.

وعن توقيت الدعوة، استطرد هنية بالقول: “لقد تلقينا هذه الدعوة الكريمة قبل شهور لكن شاء الله أن تأتي في هذا التوقيت غداة الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة الباسلة في جولة من جولات صراعها مع العدو البغيض. إنها زيارتي الأولى للمغرب، البعيد جغرافيا ولكن يبقى في تماس مباشر مع القدس في الماضي والحاضر.. باب المغاربة، حارة المغاربة، المسيرات المليونية الداعمة تبقى تأكيدا على أن المغرب كان وسيبقى في قلب الحدث الفلسطيني. إننا ننظر للمغرب كعمق استراتيجي لقضيتنا وأمل أن تكون لهذه الزيارة النتائج المرجوة والمتوقعة من المغرب الشقيق، مؤكدا بذات المناسبة على متانة العلاقات المغربية-الفلسطينية التي تنبني على أسس دينية وأخوية ووطنية”.

وبدوره، أكد العثماني أن دعوة حزبه قيادة حماس لزيارة المغرب لم تكن وليدة اللحظة، وإنما تمت قبل ستة أشهر، مضيفا خلال استقباله مساء اليوم لوفد الحركة في مقر إقامته بحي الأميرات بالرباط، أن المغرب “ملكا وحكومة وشعبا” يعتبر أن “القضية الفلسطينية قضيته”، مؤكدا بأن مواقف الشعب المغربي تترجمها المسيرات المليونية التي نظمت طيلة عقود دعما لفلسطين، ودعما متواصلا لوكالة بيت مال القدس، التي يرأسها الملك محمد السادس الدائم الحرص على نصرة القضية الفلسطينية.

وذكر العثماني، بمواقف الملك محمد السادس الرافضة لصفقة القرن وتهويد القدس، كون جلالته يقدر معاناة الشعب الفلسطيني، والتي ترجمها بتقديم مساعدات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة إبان الانتهاكات الإسرائيلية.

علاوة على ذلك، يعي أشقائنا بفلسطين مكانة الصحراء لدى المغرب، لذلك يضع عاهل المملكة القضية الفلسطينية في مستوى قضية الوحدة الترابية للمغرب.

مواقف المغرب المساندة للقضية الفلسطينية تعتبر مثالا يحتدا به، وأصبح محط إشادة دولية، كون المملكة تتحرك على مستويات عدة ومنذ سنين لإنصاف الشعب الفلسطيني وتمتيعه بحقه في الحرية والاستقلال. مواقف المغرب المتينة في هذا الباب لطالما حرص على ترجمتها لأفعال وليس فقط أقوال، ولعل ما تنجزه وكالة بيت مال القدس لصالح أبناء فلسطين خير دليل على التزام المغرب وإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية.

إذ كما هو معلوم، وكالة بيت مال القدس هي مؤسسة إنسانية واجتماعية، راكمت تجارب مهمة على أرض فلسطين، وتستمد مصداقيتها من الإشراف المباشر لجلالة الملك محمد السادس، باعتباره رئيس لجنة القدس. وهو الذي كان قد حثها في رسالة ملكية إلى المدير العام السابق للوكالة في 29 من شهر يوليوز 2008، على التركيز وتكثيف العمل الاجتماعي الميداني الملموس للتخفيف من وطأة الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

هذا وأشار العثماني إلى أن زيارة الوفد الفلسطيني فرصة سيلتقي فيها “بأحزاب وطنية وجمعيات المجتمع المدني الداعم لفلسطين”.