بعد مقال لوموند.. النظام الجزائري على صفيح ساخن والعسكر يصدر الأزمة عبر اتهام المغرب

خرج سفير الجزائر بباريس محمد عنتر داود منددا بما أسماه ب”العداء الغير المسبوق” الذي أظهرته يومية لوموند الفرنسية إزاء الجزائر، وذلك خلال افتتاحية طبعتها الصادرة ليوم 5 يونيو الجاري، والتي حملت عنوان ”الجزائر في مأزق استبدادي”، متسائلا عن الأسباب الحقيقية لمثل هذا التحامل.

كما تساءل الدبلوماسي الجزائري ايضا في البلاغ الذي أصدره قائلا: “هل تخدم صحيفة لوموند المصالح الخفية للوبيات المعادية لأي علاقة هادئة بين الجزائر وفرنسا؟” مشيرا في هذا الصدد الى ان “السؤال يبقى مطروح”.

بعد مقال لوموند.. النظام الجزائري على صفيح ساخن والعسكر يصدر الأزمة عبر اتهام المغرب

الغريب أنه عندما يتم انتقاد الجزائر، يخرج مسؤولوها للرد بشكل عنيف للرد، وغالبا ما يتم نسب هذا الانتقاد إلى ما يسميه الجهات المعادية في إشارة واضحة إلى المغرب.

فدائما هوس النظام الجزائري بالمغرب يفقده الحكمة والبصيرة، لأنه هذا النظام دائما ما يحاول تصدير أزماته من خلال خرجات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع.

فما من عاقل يمكنه تصديق هذا الأمر، فعوض أن تتقبل الجزائر الانتقادات البناءة التي طرحتها يومية لوموند، إلتجأت إلى أسلوب الضحية واتهام جارها المغرب بالوقوف وراء صدور هذا المقال.

فقد نسي النظام الجزائري أن يومية لوموند سبق لها وأن اساءت للمغرب وللشعب المغربي في مقال افتتاحي ليوم 21 ماي 2021، فكيف يعقل أن يكون للمغرب يد في الاساءة إلى الجزائر عبر هذه الصحيفة، في الوقت الذي كانت فيه الأخيرة تتهجم على المملكة المغربية ؟ !

فيبدو أن فشل نظام العسكر سواء على مستوى سياساته الداخلية والخارجية، يدفعه باستمرار إلى توظيف نظرية المؤامرة عبر توجيه اتهامات باطلة للمغرب، ولا أدل على ذلك ما أقدم عليه الرئيس الجزائري مؤخرا في حوار له مع مجلة ”لوبوان”.

فما لا يختلف عليه أحد، هو أن النظام الجزائري يعيش أزمة حقيقية تتمثل في تصاعد حدة الحراك الشعبي، ما يدفع العسكر وزبانيته إلى تصدير الأزمة عبر الخروج بتصريحات تعتبر هرطقات سياسية لا يصدقها عاقل.

هذا بالذات، هو الواقع السياسي للنظام العسكري الجزائري الذي تزكيه هذه الافتتاحية لصحيفة ”لوموند” الفرنسية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى