عوض استغلالها للنهوض بأوضاع الشعب.. النظام الجزائري يستغل ورقة الغاز لإذكاء العداء ضد المغرب ووحدته الترابية
منذ أن وعيت على الدنيا وأنا أرى الجزائر تكيد للمغرب، ولربما كفرت بما أنزل الله على محمد ﷺ وإعتنقت دينا آخرا يدعو للضغينة ومعاداة المغرب، مبددة على نفسها وعلى باقي الجيران فرصا نفيسة كان من الممكن أن تغير الكثير من الأوضاع، لمجرد أنها تمسكت بسعيها الحثيث وبشتى أنواع الطرق الخبيثة للإطاحة بالمملكة وأيضا لتقسيم هذه الأرض التي تآزر وتضامن معهم أهلها فيما مضى للتعجيل باندحار المستعمر.
بعدما فشلت العديد من محاولات العسكر في استقطاب الدول التي عبرت عن دعمها للطرح المغربي، أو حتى الضغط عليها سياسيا وابتزازها، ارتأت الديبلوماسية الجزائرية هذه المرة إستغلال الأزمة الأوكرانيا-الروسية وتداعياتها على أوروبا لصالحه، عبر الإستثمار في أزمة الغاز التي تعيشها أوروبا والمقايضة بالخيرات التي مَنّ بها الله عليهم، لكسب بضع نقاط في صراعهم مع المغرب وسيادته على صحرائه.
ويبدو أن الجزائر قد اختارت إيطاليا كبوابة لتقايضها بغازها، مقابل حلمها القديم في إختراق يمكنها الظفر بمنفد بحري بالمحيط الأطلسي والذي لا يمكن أن يتحقق بطبيعة الحال إلا بتقسيم المغرب، فنجد عبد المجيد تبون لم يتوانى عن إغتنام فرصة لقائه برئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، لينوه بما أسماه الموقف الإيجابي والمتوازن لإيطاليا الداعي لإيجاد حل عادل لقضية الصحراء في إطار ما نصت عليه الأمم المتحدة، حيث يظهر لنا أن تبون يجهل أن الأمم المتحدة تؤيد مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
و مما لا شك فيه، فإن الجزائر قد أضحت قبلة للعديد من الدول الأوروبية التي تبحث عن بدائل للأسواق الغازية الروسية، وهي الأسواق التي يهديها جنرالات ثكنة بن عكنون بأثمنة رمزية إن لم نقل مجانية مقابل خدمات و مواقف تصب ضد المملكة المغربية مثل التقرير الأخير للبرلمان الأوروبي.
فبعد أن تلقى كهنة معبد قصر المرادية، الصفعة من إسبانيا التي عبرت عن مساندتها للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية السنة الماضية، إستعان الكابرانات من جديد بورقة الغاز بعدما تاهوا ولم يعرفوا أين يولوا وجوهم، حيث إختاروا الإرتماء في أحضان إيطاليا بحثا عن شيء من الدفء علهم يجدون فيها المبتغى.
ومما لا ريبة فيه هو أن التجربة الإيطالية بعدما ستقضي وطرها من الجزائر ستحذو حذو إسبانيا و ستظل الجزائر بغبائها تعيد الكرة تلو الأخرى في الوقت الذي يمكن أن تستغل هذه الفرص وتنهض بإقتصادها.



