وليد كبير: بفضل سخاء الكابرانات صحيفة “لوموند” الفرنسية تتحول إلى ناطق رسمي باسم جبهة البوليساريو الانفصالية (فيديو)

أجرى صحافيو لوموند خلال زيارة ميدانية إلى مخيمات تندوف، لقاءات مع أشخاص قد ازدادوا بالمخيمات ما يعني أنهم غير مطلعين على تاريخ المنطقة، أي أنهم تعرضوا لعملية غسل الأدمغة من قبل عصابة البوليساريو ما حولهم إلى انفصاليين طيعين في يد عصابة مجرم الحرب إبراهيم غالي.
وردا لجميل الكابرانات، ما أن عاد الوفد الإعلامي التابع لصحيفة “لوموند” الفرنسية، حتى أفرد صفحات الجريدة لمقال متحيز اختار له من العناوين ما يلبي طموحات جنرالات الجزائر ” الضغوط تتزايد داخل البوليساريو لتكثيف الحرب ضد المغرب”، ما يؤكد بالملموس، يشير ولي كبير، أن “لوموند” أصبحت بشكل رسمي داعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية والإرهابية، بل ذهبت حد اعتبار متزعمها إبراهيم غالي رئيسا وروجت من خلال مقالها إلى كون حفنة من التائهين في الصحراء ينعمون تحت ظل ما يسمى ب “الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية”.
إن العدو الحقيقي لمنطقة شمال إفريقيا هو المستعمر الفرنسي، حسب ذات المتحدث، بحيث لسان حاله وهو هذه الصحيفة المستفيدة من دعم الكابرانات المباشر، تشحن وتدفع نحو نشوب حرب في المنطقة، ولا أدل على ذلك أكثر من التغطية الإعلامية التي خصت بها صحيفة “لوموند” الفرنسية ما يسمى ب “انتخابات الولاية الثالثة للجبهة الوهمية” التي نصبت مجرم الحرب إبراهيم غالي رئيسا للمرة الثالثة على التوالي.
ومن جانب آخر، توقف المعارض الجزائري، عند ما تضمنه المقال من مغالطات على لسان زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي، من قبيل أن “هناك ضغوط هائلة لتكثيف القتال والعودة إلى أساليب القتال السابقة، بين عامي 1986 و1989، عندما خضنا معارك أسفرت عن نتائج عظيمة في استعادة الأسلحة وأسر الجنود. شبابنا وجيشنا على وجه الخصوص يطالبون بذلك، وواقع المنطقة يقول أن الشباب المحتجز داخل المخيمات إنما مغلوب على أمره ويتم إرغامه على حمل السلاح وخوض تداريب عسكرية بهلوانية لا ناقة ولا جمل له فيها.
وفي سياق ذي صلة، أوضح ذات المتحدث، أن الصحيفة المذكورة روجت من خلال مقالها إلى كون المغرب كان وراء خرق وقف إطلاق النار، في حين الجبهة الانفصالية هي المسؤول الوحيد عن هذا الخرق، ولم تتم الإشارة بتاتا إبان إعادة إطلاق حركة السير بمعبر الكركرات إلى ما يفيد خرق المغرب للاتفاق المذكور.
وإمعانا في قلبها للحقائق التاريخية، يتابع المعارض الجزائري قراءته التحليلية لما ورد في المقال المذكور، زعمت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن ما يقارب الثلاثين سنة قد مرت على اتفاق السلام بين الرباط وجبهة البوليساريو، في حين الأحداث التاريخية تثبت أن الأمم المتحدة أبرمت اتفاقا لوقف إطلاق النار بشكل منفرد مع كل من المغرب والبوليساريو، أي بمعنى صح لم يسبق لأي اتفاق أيا كان نوعه قد جمع بين المملكة وهذه الحركة الانفصالية.
وأمام هذه التجاوزات الخطيرة التي تنخرط فيها فرنسا بين الفينة والأخرى ومن خلال أبواقها الإعلامية، يستطرد الصحافي الجزائري، يتبين بجلاء أن هناك أزمة حقيقية قائمة بين المغرب وفرنسا، لأن عقلية المستعمر لم تعد تنظر بعين الرضا لاستقلالية المملكة، منذ أن غيرت خارطة حلفائها وضمت إليها الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بمغربية الصحراء.
وعليه، فإن أوراق المستعمر الفرنسي السابق أصبحت مكشوفة للعيان أكثر من أي وقت مضى، يقول كبير، لأنه يناسبه وبشدة استمرار حالة اللا-استقرار بالمنطقة. فحتى عندما فكرت فرنسا في غزو منطقة شمال إفريقيا وقع اختيارها على أكثر بلدان المنطقة شتاتا وتفرقة، على غرار الجزائر حيث العمالة للأجنبي ونبد بني جلدتهم يطغى داخل البلاد. لذلك، يختتم ذات المتحدث كلامه، فرنسا المعتادة على إحكام قبضتها على فرائسها بسهولة، لم تستسغ بعد انفلات المغرب من بين أيديها وتمتعه بتنافسية اقتصادية قد تعصف بمصالحها معه.