نظام الكابرانات يتدخل لحماية قيادة عصابة البوليساريو من الغاضبين في مخيمات العار بتندوف

يوفر النظام الجزائري جميع أشكال الدعم لجبهة البوليساريو الانفصالية من أجل الحيلولة دون انهيار قيادتها بعد الضربات المتلاحقة التي طالتها خلال الآونة الأخيرة، ومن ثم استدامة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ويكشف المؤتمر الأخير للجبهة حرص نظام الكابرانات على إمداد إبراهيم غالي بشتى أنواع الدعم بعد التصدع الكبير الذي هز محيطه، حيث ساهم النظام الجزائري في توفير الأمن عبر عناصر تابعين له، لوأد أي تعبير عن الاحتجاج في محيط القاعة التي عقد فيها المؤتمر وسط أجواء من التوتر والسخط في صفوف الصحراويين المحتجزين في مخيمات العار.
ووفق ما عاين مناضلو منتدى دعم الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية “فورستاين”، فقد تواجد مسؤولون أمنيون جزائريون داخل وخارج خيمة المؤتمر السادس عشر، الذي مر في أجواء اتسمت بالارتباك وغياب شخصيات أجنبية كبيرة.
وتبرز المعطيات التي نقلها “فورستاين” معززة بمقاطع فيديو، لجوء قيادة جبهة “البوليساريو” إلى تطويق محيط قاعة انعقاد مؤتمرها في “مخيم الداخلة” بإجراءات أمنية وصفها المنتدى بالمبالغ فيها، بعد علمها بالسخط العارم الذي عبرت عنه الساكنة في جميع مخيمات العار.
وتزايدت مخاوف قيادة جبهة “البوليساريو” خلال الأشهر الأخيرة بعد انتقال شرارة السخط والغضب إلى المقاتلين الذين يتعاظم في صفوفهم الشعور بالتهميش والإقصاء، وهو الشعور الذي يعبرون عنه جهرا في مجموعات للتواصل الآني.
وأعلن عناصر من مقاتلي “البوليساريو”، وفق منتدى دعم الحكم الذاتي في الصحراء، انسحابهم من التنظيم، عقب إقصاء غالبيتهم من حضور مؤتمر الجبهة، والاقتصار على “دعوة البلطجية والنساء لدعم إبراهيم غالي، وهو ما أثار ردود فعل حانقة”.
وحصل المنتدى على مقاطع فيديو تؤكد التطويق العسكري للمكان الذي انعقد فيه المؤتمر السادس عشر للجبهة في مخيم الداخلة، حيث تمت الاستعانة بعدد من العربات الحربية التي تم استقدامها من مخيمات أخرى.
ووفق المصدر نفسه، فإن رجال أمن جزائريين بلباس مدني كانوا منتشرين داخل الخيمة التي احتضنت المؤتمر، وكانوا يتجولون في صفوف المؤتمرين، في الوقت الذي مُنعت فيه الساكنة الغاضبة من الدخول، خشية التعبير عن سخطها في وجه القيادة.