مجرد تعليق | هيبة القضاء الإسباني تحت أقدام “كابرانات” الجزائر

بقلم، أبو جاد المغربي

بمجرد الحديث عن إحقاق العدالة، الكل تراه يستشهد بقضاء أوروبا “النزيه”، “المستقل”، “العادل”، ذلك القضاء الذي لا يظلم عنده أحد، في وقت لم يكن يخطر على بال أنه سيأتي يوم لنرى فيه ذات القضاء لا يحرك ساكنا لمتابعة زعيم ميليشيات، ارتكب جرائم ضد الإنسانية في حق أزيد من 300 شخص من ضمنهم موطنين إسبان، هذا إلى حدود الساعة وما خفي أعظم.

ربما لم يكن أحد يتوقع، أنه سيأتي يوم لنشاهد فيه قضاء إسبانيا، خاضعا، تابعا، متواطئا بالشكل المخزي والمؤسف الذي رأيناه عليه خلال الأسابيع القليلة الماضية.. حتى صار الجميع يتسائل: ألهذه الدرجة يمكن للمصالح أن تُسقط شعار “استقلالية” القضاء في رمشة عين؟ هل فعلا أصبحت حقوق المواطنين الإسبان في نظر إسبانيا “رخيصة”، وصار في نظرها ابراهيم “غاليا”؟

الحقيقة أن فضيحة بن بطوش، بقدر ما كانت مؤسفة، كانت فرصة لاختبار مصداقية الشراكة مع الجارة الشمالية ومدى وفائها في الالتزام بالعهود، فضلا عن فضح حقيقة شعارات حقوق الإنسان التي لا تتوانى إسبانيا وغير من الدول الأوروبية عن توظيفها لاستهداف المغرب.

واهم من يعتقد أن ما حدث في قضية “بن بطوش” سيمر مرور الكرام، بالرغم من أنها ليست جوهر الخلاف الوحيد أو الأساسي في الأزمة المغربية الإسبانية. لكن، ما يجب الانتباه إليه اليوم هو أن عدوى “الكابرانات” قد أصابت إسبانيا، بل وتوغلت بداخلها حتى أصبحت بدورها مهووسة بدولة إسمها المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى