هادي ماشافوهاش.. الشرطة الإسبانية تعنف مغربيات احتفلن بفوز المنتخب الوطني وأقلام “علي لمرابط” و”إيغناسيو سيمبريرو” قد جفت (فيديو)

في غمرة احتفال المغاربة ومعهم كافة أقطار العالم بتأهل المنتخب المغربي إلى دور نصف النهائي، برسم كأس العالم 2022 المقام حاليا بدولة قطر، لبت عدد من النساء المغربيات بمدينة سبتة المحتلة نداء الوطن، وخرجن للاحتفال بأحد شوارعها.
إلا أن هؤلاء النسوة تفاجأن بتقدم عناصر الشرطة الإسبانية نحوهن، مدعمين بعصي تستعمل في العادة لفض الاشتباكات أو لتعنيف الجانحين. غير أن الهروات الإسبانية استخدمت هذه المرة لإبراح المغربيات ضربا لقاء احتفالهن بنصر أسود الأطلس ضد غريمهم البرتغالي.
رواد منصات التواصل الاجتماعي الذين تابعوا مقطع فيديو يوثق لهمجية الشرطة الإسبانية في حق النساء المغربيات، عبرن عن امتعاضهن من الواقعة، وطالبن السلطات الإسبانية بتقديم اعتذار على ما بدر من عناصر أمنها. وفي سياق ذي صلة، أكد آخرون أن مظاهر العنصرية والتعنيف تزايدت في الآونة الأخيرة من طرف الإسبان، لاسيما بعد أفول نجم منتخبهم على يد عناصر المنتخب الوطني المغربي قبيل أسبوع تقريبا.
ومن جانب آخر، دعا مستخدمو الشبكات الاجتماعية الكوبل “علي لمرابط” و”إيغناسيو سيمبريرو”، إلى الخروج من جحورهم والتحلي بالشجاعة اللازمة لانتقاد دولة إسبانيا على هذا الخرق السافر لحقوق الإنسان عامة وحقوق النساء على وجه الخصوص. فكيف يعقل أن تتجرأ دولة تتبجح بالديمقراطية وصون كرامة النساء أن تعنفهن بسبب احتفالات تدور رحاها في مختلف بقاع العالم وليس بسبتة فقط؟. هل يجرأ علي لمربوط خارج الديار على أن ينبس ببنت شفة في حق ولية نعمته ومعيلته على مجابهة نوائب الدهر “لالة إسبانيا”. ومن غيره الذي يمسك بناصية الحقيقة ويملك شفرة استقراء القضايا والملفات التي تستأثر باهتمام الرأي العام، هل تكسرت مهنية صحافي استقصائي، عفوا استرزاقي، من طينة علي لمرابط على صخرة خروقات الشرطة الإسبانية مثلا؟؟.
فالرجل الذي يدعي احتكاره صفة “صحافي مهني” بكثير من السطحية والرعونة، يتوارى اليوم عن الأنظار ولا يجرأ حتى على رفع واقعة الاعتداء على النساء المغربيات من طرف الشرطة الإسبانية، إلى صديقه الصحافي الإسباني المخضرم إيغناسيو سيمبريرو، حتى يرفعها بدوره إلى عناية ملك إسبانيا للنظر فيها، بما أننا اعتدنا على أن نحشر أنف الأجنبي في شؤوننا وإن كان بغير فائدة ترجى أو تذكر في المحصلة.
وعلى نفس النهج والتمحيص والتدقيق بمناسبة وبغيرها، عودنا صحافي ” El Confidencial” على التدخل في كل ما هو مغربي بنية خالصة لوجه الصحافة المهنية طبعا، وها هو اليوم يبلع لسانه ويتخذ وضعية “عين ميكة” على الخروقات الجسيمة التي تورطت فيها الشرطة الإسبانية بمدينة سبتة السليبة، بتجرئها على وأد احتفالات النساء المغربيات بعد فوز المنتخب الوطني.
وعلى أي حال، تأتي دائما الحوادث والوقائع من هذا القبيل، لتذكرنا أن المهنية في تقصي الأخبار ونقلها كما هي، ثم رفع القضايا العادلة في وجه المعتدين أيا كانت صفتهم ومكانتهم الاعتبارية، تبقى ضرب من الخيال وأن كل “استقصائي” هو “استرزاقي” حتى تثبت براءته.