أسود الأطلس تزأر في قطر.. والملك محمد السادس وشعبه الوفي ينسجون ملحمة تاريخية من طنجة إلى الكويرة (فيديو)

لم تبقى ولو أبعد نقطة في هذا الوطن الحبيب إلا وسَجَّلَ سكانها حضورهم بشكل قوي، يوم الثلاثاء 06 دجنبر الجاري، احتفاء باقتناص المنتخب المغربي لبطاقة العبور نحو ربع النهائي، عقب فوزه على المنتخب الإسباني بركلات الترجيح (3-0)، برسم بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في قطر.

مقارعة أسود الأطلس للاعبي “لاروخا” ودكهم بهزيمة نكراء، لم يكن نتاج مباراة عادية، التقى فيها خصمان وكان لابد للفوز أن يكون حليف أحدهم. بل على العكس من ذلك، بل تعدت المسألة هذا المنطق الضيق ورست عند عُلُوْ كَعْبْ الكرة العربية والإفريقية هذه السنة، لأننا لا نقل لا كفاءة ولا  قدرات أو حتى إمكانيات لوجستيكية لمجابهة أعتى المنتخبات الأوروبية ممن طَبَّعُوا مع الألقاب العالمية بكل أريحية.

تابعنا جميعا كيف استطاع المغرب بفضل دبلوماسيته الرياضية توحيد صف المنطقة العربية، وكيف عاش العرب 120 دقيقة حاسمة قطعت الأنفاس، فتقاطرت التهاني والتبريكات على المملكة، من البعيد قبل القريب في شخص عاهلها محمد السادس. لقد استعاد العرب في مشارق المنطقة ومغاربها، ماء وجههم بفضل العمل الجبار الذي قام به الناخب الوطني وليد الركراكي رفقة عناصر التشكيلة الوطنية. ولله الحمد من قبل ومن بعد، كون بلدنا حَظِيَتْ بشرف إدخال الفرحة والسرور على قلوب منطقة بأكملها، يعاني سوادها الأعظم من ويلات التفرقة والطائفية، إلا أن لاعبينا استطاعوا في ظرف ركلات الترجيح لَمْ شتاتها وتجديد روح الانتماء فيها لمنطقة واحدة من المحيط إلى الخليج.

لكن النذالة والسفالة دائما ما تصدر عن الأصوات النشاز الخارجة من الخيمة تتمايل، والحديث هنا تدور رحاه خارج أرض الوطن حيث التئم حفنة من المرتزقة، على غرار دنيا فيلالي وزكرياء مومني، اللذان لم يخجلا من استغلال حدث كروي عالمي تألق فيه المغرب، لتصفية حسابات لا توجد إلا في مخيلتهم المريضة.

ولأن المريض لا حرج عليه لأنه اعتاد إسقاط اعوجاجه على الآخرين، فقد جزم الخائن زكرياء مومني القابع في منفاه الاضطراري بكندا، (جزم) أن النظام المغربي حاول توظيف هذا العرس الكروي العالمي لصالحه، وذلك لمجرد حضور مسؤولين مغاربة، من وزن السيد عبد اللطيف حموشي ومحمد ياسين المنصوري، لمباراة المغرب ضد كندا بملعب الثمامة بقطر. هل نَسِيَ مومني أن حموشي والمنصوري وغيرهم من المسؤولين إنما هم في الأصل مواطنون مغاربة قبل أن يتقلدوا مناصبهم السامية جعلتهم في واجهة الأحداث؟ هل يتابع هذا الهارب من العدالة الفرنسية أخبار المونديال قبيل انطلاقه أم أنه فقط يُطْلِقُ عقيرته للنباح يمنة وشمالا؟ ولو أنه على إطلاع واسع وبينة بما فات وما تلا كأس العالم من تحضيرات وأخبار تصيبه في مقتل، نعاود الكَرَّة ونخبره أن دولة قطر خطبت ود المؤسسة الأمنية المغربية لمساعدتها على تأمين مباريات المونديال نظرا لما يتمتع به رجال حموشي من خبرة وحنكة في المجال.

ولو لم تكن المسألة مرتبطة من الأساس باتفاقية تعاون أمني أو ما شابه، فلكل مغربي أيا كان موقعه أو مكانته الاعتبارية داخل المغرب أو خارجه، كامل الحق أن يشارك كمواطن في تشجيع أسود الأطلس أو غيرهم من الأبطال الذين يرفعون راية الوطن عاليا، خلافا لما يُقْدِمُ عليه غيرهم من الخونة، ممن يمزقون جواز السفر المغربي ويجلسون لشاشات حواسيبهم لتصريف الأحقاد.

صدقا لا ندري من أين للمنطق أن يجد طريقه لعقول شرذمة من المرتزقة في تحليلهم للأحداث وتحميلها ما لا تحتمل. فالمواطن المغربي الحر والسوي، صنف نزول الملك محمد السادس للاحتفال مع شعبه بشوارع مدينة الرباط، مباشرة بعد انتهاء المباراة لصالح المغرب يوم الثلاثاء المنصرم، ﺑ “التصرف الحكيم”. بل منهم من اعتبر المشهد ” لقطة اليوم” لكون عاهل البلاد تخلى عن البروتوكول وارتدى قميص المنتخب المغربي وراح يلوح والراية في يده في مشهد ملحمي التف فيه الشعب حول ملكه.

إذن، هل نصدق تراهات منشقين عن الوطن وما يقصونه على مسامعنا صباح مساء، من كون المغاربة ضاقوا درعا بهذا الوطن ويكابدون الأمرين، أم نصدق ما تراه أعيننا والشعب يهتف لملكه ويردد شعارات تذهب في مجملها للرفع من معنويات عناصر وليد الركراكي. ثم من أين لنا أن نتعامى عن المشاهد الطوفانية التي شهدتها مختلف مدن المملكة، لاسيما الأقاليم الجنوبية، حيث استمرت الاحتفالات بتأهل المنتخب المغربي لربع النهائي، لساعات طوال. لقد أُغلقت مداخل ومخارج الشوارع الرئيسية بالمغرب يا سادة وهُجِرَتْ المنازل واستوطن الناس بالأزقة والمداشر والممرات، فرحا ببلوغ أول المغرب كأول منتخب عربي لهذه المرحلة من التصفيات. هل يتهيأ لمومني ومن على شاكلته أننا قد نتنكر يوما لماضينا وحاضرنا وما نعيشه حاليا من فرحة رفعت منسوب “الأدرينالين” عاليا لأجل عيونه الجاحدة؟؟.

وإن كان لابد لنا من توجيه نصيحة لمن تعثرت بهم السبل و “قصدوا الديور لكبار” لممارسة “السعاية الالكترونية” تحت مسمى المعارضة المتأخرة، فلهم نقول لا أحد ينتبه لوجودكم فالعالم على كلمة واحدة وهي “سير!! سيير!! سيييييييير!!”. إن قوة المغاربة وتأثيرهم قد وصل صيته إلى غاية السفارة الأمريكية بالمغرب وصار ممثلها يردد عبارة الناخب الوطني وليد الركراكي. فعاش المغرب ملكا وشعبا ولا عاش من خانه!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى