محمد حاجب.. عميل سري جندته الاستخبارات الألمانية للمساس بالأمن القومي للمغاربة

الاستخبار هو عملية معقدة للبحث عن المعلومات والأخبار بهدف استغلالها، ومن المعروف أن أجهزة الاستخبارات هي من تقوم بهذا العمل من أجل الحصول على معطيات غير متوفرة عادة للعامّة، ويعتبر الاستخبار واستقطاب العملاء من بين الأساليب الملتوية التي يتم اعتمادها  في الحروب، وفي ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه، تعمل المخابرات بمختلف تلويناتها على تجديد أساليبها للتربص بكل ما من شأنه تعزيز جبهة الدولة في مواجهة أي خطر خارجي.

وفي هذا الصدد، وعند الرجوع إلى أرشيف الأحداث الموثقة على مر التاريخ، نجد أن أجهزة الاستخبارات تورطت في العديد من عمليات التجسس التي غيرت مجرى الأحداث سواء على المستوى السياسي أو الإجتماعي، وقد لعب الجواسيس والعملاء السريين دوراً مهما في توجيه الرأي العام عبر خلق إشاعات وأكاذيب من شأنها التأثير على صيرورة الأحداث والسياسات الداخلية للدول.

المخابرات الألمانية بدورها تعمل بنفس المنطق، حيث انشأت العديد من وسائل التجسس الحديثة، من اجل تقوية دورها في الصراع القائم بين الدول على القواعد الكبرى والأهداف الاستراتيجية، وذلك بهدف السيطرة على مناطق النفوذ، ولما لا الاستفادة من الاضطرابات السياسية والإجتماعية والاقتصاية في بقاع العالم، عبر دس الفتن والمؤامرات لخدمة مصالحها السياسية.

ولتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية في تأزيم الأوضاع بالمغرب،كشفت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن ألمانيا سخرت العديد من عملائها من أجل الترويج لكل المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة المغربية.

وكما هو معلوم فإن جهاز الاستخبار الألماني، هو متصل مباشرة بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وهذا ما يؤكد الموقف السلبي والعدائي الذي تبنته ألمانيا تجاه قضية الصحراء المغربية بتواطؤ مع العميل ” محمد حاجب” وهو مدان سابق بارتكاب أعمال إرهابية.

وما يثير اهتمامنا في هذه اللعبة القذرة التي تحرك خيوطها المخابرات الألمانية هو أن نركز على نقطة مهمة، وهي: لماذا استعانت ألمانيا بمحمد حاجب ؟ هل لأسباب اجتماعية و حقوقية ؟ أم ألمانيا لديها ملفات خطيرة تورط فيها “العميل” عند محاولاته المتكررة للقيام بأعمال ارهابية؟ هذه الأسئلة وغيرها جعلت “حاجب” يراجع أوراقه ليقرر في الأخير العمل لصالح  دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية ، مقابل مكاسب مالية كبيرة، جعلته لا يبالي حتى بحياته في سبيل ما يحصل عليه من أموال.

بعد هذا القرار الذي إتخذه “محمد حاجب”، عملت المخابرات الألمانية على تجنيده ليلعب دوراً مؤثراً على شبكات التواصل الإجتماعي، وذلك وفق استراتيجية محكمة شعارها ديمقراطية الفرد في الجماعة أي تكوين قوة ضغط جماعية بتوجيهات فرد واحد، وهذا الأسلوب ما هو إلا استنساخ للمعنى التروتسكي القديم.

هذا الاستقطاب الإلكتروني، تسعى من خلاله ألمانيا إلى التحكم في القرارات السياسية والسيادية للمغرب، وهذا ما يعتبر خرقاً سافراً للأمن القومي والرقمي للمغاربة، وبناءً على ذلك يبقى مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مرهونًا بما ستفرزه مواقف ألمانيا تجاه القضايا الكبرى للمغرب.

ومن المتوقع أن تقوم ألمانيا بتغيير سياساتها الدولية قريباً، وذلك بعد فشل أنغيلا ميركل في رسم إطار جديد للتعاون مع المغرب، وقد سبق لوزير الخارجية الألماني “هايكو ماس” أن صرح لوسائل الاعلام في مناسبات عديدة أن بلاده ستتدارك فشلها في تطوير العلاقات الدبلوماسية مع مجموعة من الدول، في إشارة إلى دور أقوى على الصعيد العالمي في المستقبل.

هذه التطورات الأخيرة جعلت محمد حاجب في حيرة من أمره، ليدرك في الأخير أن ألمانيا ستستغني عنه في أقرب وقت ممكن، حيث كتب تدوينة على حسابه الشخصي في فيس بوك قائلا :  ” إذا وجدت نفسي لم أعد قادراً على تقديم إضافة في المشهد الإعلامي سأنسحب بهدوء.”

وبالتالي ترجح بعض الأطروحات أن جهاز المخابرات الألمانية، تأكد وبالملموس أن شخصية  العميل ” محمد حاجب” ضعيفة ولن تقوى على الإستمرار في لعب دور محوري في تأزيم العلاقات بين البلدين، في إشارة إلى نهاية مهمة العميل “السري – العلني” محمد حاجب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى