محمد زيان.. بين ماضي مغرب سنوات الرصاص البئيسة ومغرب المؤسسات اليوم

يتوقف الزمان بأي شخص عند الحقبة التي تواتي طموحاته وتستجيب بامتياز لأهوائه، وما المحامي المثير للجدل محمد زيان إلا واحد من هؤلاء المسؤولين المغاربة سابقا، ممن أكلوا الغلة وصاروا يسبون الملة بلا استحياء، لأن البقرة الحلوب التي تعاقبوا على استدرار حليبها أيام سنوات الرصاص قد استفاقت وقطعت مع كل أشكال الريع والفساد التي نخرت في عجلة تنمية المغرب لسنوات.

لكن كيف لمن اعتاد الوجاهة والأبهة و “يدو طويييييلة” على المعارضين على عهد  إدريس البصري أن يستوعب أن لكل زمان نسائه ورجاله، وأن سنة الله في خلقه تقتضي أن كل مخلوقاته تبلغ خريف العمر وينتهي بها المطاف في ذاكرة التاريخ؟؟

كلام رصين وغاية في المنطق ويسري على كل الكائنات الحية، إلا على المحامي المخلوع محمد زيان، فهو يتضرع إلا الله طلبا لتمديد عمره لكي يحقق إنجازات أخرى في مساره المهني المشبوه.

ومصداقا للقول الدارج “اللي تبلى بالسعاية يقصد الديور لكبار”، فوزير حقوق الإنسان الأسبق محمد زيان يعي جيدا أن الخوض في شؤون المؤسسة الملكية سيلفت له أنظار وسائل الإعلام الأجنبي وستتجمهر حوله مثل سرب الذباب العالق على سطح الحلوى. لكن واقع الحال دائما ما يأتي معاكسا لما يدعيه أمثال زيان من غياب الملك محمد السادس عن المشهد السياسي. فلم تمضي أكثر من 24 ساعة حتى ظهر ملك البلاد في نشاط رسمي يخص افتتاح البرلمان وترؤسه للمجلس الوزاري وما تلى ذلك من أنشطة ملكية عديدة.

واليوم نسي زيان بل يتناسى أن مغرب اليوم قطع مع حقبة سنوات الرصاص حيث شكل فيها هذا الأخير طرفا فاعلا وكان يرسل المعارضين آنذاك إلى السجن دون أن يرف له جفن. فما الذي تغير اليوم حتى أصبح نقيب المحامين سابقا ينصب نفسا مدافعا عن جملة من الفاسدين المتوارين تحت غطاء المعارضة؟؟ هل أصبح نوبير الأموي كابوسا يزوره باستمرار في أحلامه؟ أم أن المسألة لا تتعدى كونها صفاقة وجه الرجل الذي يريد إحياء ماضي سنوات انتكاسة حقوق الإنسان؟

ونقولها مجددا، الرجل توقف به الزمن عند حقبة سنوات الرصاص، حيث لا صوت يعلو في ذاكرته على صوت القمع وشبه غياب لمفهوم حقوق الإنسان ببعده الكوني. فطبيعي جدا أن يصوب جام غضبه على المؤسسة الأمنية وعلى شخص مديرها عبد اللطيف حموشي الذي يشتغل بمنطق “مكاينش يما ارحمني”. فالقانون يطبق بحذافيره على الجميع أيا كان المنصب أو المكانة الاعتبارية لصاحبه.

وعلى قدر الفلتات والخرجات المنفلتة التي انخرط فيها زيان وأمثاله في حق المؤسسة الأمنية ومديرها العام عبد اللطيف حموشي، إلا أن هذا الأخير لا يعود أدراجه أبدا للرد على “خرايف جحا”، فالرجل دائم الانشغال والانكباب على المضي قدما بعمل المؤسسة الأمنية ومختلف أجهزتها لتكون دائما على أهبة الاستعداد للتصدي لكافة أشكال الجريمة بما فيها الإرهاب وبالتالي الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين كمكسب لا محيد عنه.

والعبرة في نهاية المطاف بالنتائج وليس بالكلام الفارغ. كم اللقاءات الرسمية التي جمعت السيد عبد اللطيف حموشي بنظرائه الإسبان والألمان وكذا مسؤولين أمنيين آخرين قاسمهم المشترك هو الاستنجاد بخبرة المغرب الكبيرة في مجال مكافحة الجريمة بشتى أنواعها. ونأسف لقيدوم المحامين السي محمد زيان لأن مسؤولي الدول الأخرى لم يأخذوا العبرة من كلامه وحافظوا على علاقات متينة مع المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى