الشيطان لا يغير خِلْقَتَهُ..مجلة شارلي إيبدو الفرنسية تشمت في ضحايا زلزال تركيا وسوريا (فيديو)

وجه اليوتوبر المغربي يوسف أعبو، صاحب قناة مساحة انتقادات لاذعة لمجلة شارلي إيبدو الفرنسية، إثر ما أقدمت عليه من وضاعة وهي تتعاطى مع فاجعة المدمّر الذي ضرب عدة ولايات جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وأوقع آلاف الضحايا والمصابين، حيث لم تخجل في إنجاز رسم كاريكاتيري يعبر بجلاء عن شماتتها في ضحايا الزلزالين، وأرفقت الرسم بعبارة تفيد ما معناه ” زلزال في تركيا.. لا داعي لإرسال الدبابات”.
وفي هذا الصدد، تابع ذات المتحدث كلامه عن أن حقارة هذه المجلة الفرنسية المعروفة بعدائها المتطرف للإسلام ليست بغريبة عنها، لاسيما وأنها تطاولت سابقا على خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، وصورته للعالم في رسم ساخر، وهو ما آثار حفيظة المسلمين عبر ربوع العالم.
وبالعودة إلى طريقة تعاطي المجلة الفرنسية إياها مع فاجعة الزلزالين، يتبين أن الواقفين ورائها ومن يدعموا رسوماتها المتطرفة واللا-إنسانية إنما يتلذذون بما حل بأهل سوريا وتركيا، ولا يمكن تصنيف الفعل الشنيع إلا ضمن خانة “جرائم الكراهية”، وهو ما يتنافى بشكل صارخ وتبجح فرنسا بحراسة معبد حقوق الإنسان، بينما تتعرض الإنسانية للذبح يوميا من داخل الأراضي الفرنسية وبمباركة مسؤوليها.
وعلى النقيض مما أبانت عنه من صَفَاَقْة وجه وكذب ضد المغرب بخصوص حقوق الإنسان وحرية التعبير، يستطرد ذات المتحدث، لم نرى فرنسا تجيش مسؤوليها عبر قبة برلمانها الأوروبي لاستصدار بيان استنكاري أو حتى توبيخي يضع حدا لحالة التمادي والتجاوزات اللامقبولة التي ما فتئت تنخرط فيها مجلة إيبدو ضد الإنسانية عموما والمسلمين خصوصا.
وفيما تنتهج أوروبا عبر مؤسساتها الرسمية سياسة المواقف المزدوجة، لماذا لا تَنْبِسُ بِبنْتْ شفة فيما يكابده المهاجرون في السواحل اليونانية، حيث يجري إغراقهم عمدا من طرف خفر السواحل ضدا على الإنسانية وحقوق الإنسان كمطلب كوني وشمولي؟ هل أصبحت آليات المراقبة والرقابة الأوروبية على حقوق الإنسان تختص حصرا في المغرب؟ أسئلة وأخرى تكشف بجلاء زيف الوجه الحقوقي والديمقراطي للقارة الأوروبية، ولاسيما فرنسا التي تحكم قبضتها على دول إفريقية بعينها وتتدخل حتى في عملية طبع عملاتها النقدية داخل التراب الفرنسي، ناهيك عن حجم الثروات المعدنية التي راكمتها علما أنها لا تتوفر ولو على منجم واحد. هل كلف الاتحاد الأوروبي نفسه يوما وفتح هذا الملف للتقصي حول تفاصيله؟ طبعا لا، هنا تصبح سياسة الآذان الصماء والعيون المُطْبَقَة كليا واجبا، يَخْلُصْ ذات المتحدث.