التفوق العسكري للمغرب يثير قلق مدريد والجيش الإسباني يتحرك لمراقبة الشواطئ المغربية

في آخر مستجدات الأزمة بين المغرب وإسبانيا، وفي تصعيد عسكري من الجارة الشمالية، أفادت مصادر إعلامية متطابقة أن الجيش الإسباني يستعد لنشر أربعة طائرات درون متطورة، لمراقبة المناطق المغربية المحاذية لثغري سبة ومليلية الخاضعين للسيطرة الإسبانية.

وتفاعلا مع الموضوع، أوضح مراقبون أن هذا التصعيد لن يزيد إلا تفاقما للأزمة الدبلوماسية الحالية، ما قد يعصف بالعلاقات بين البلدين.

وحسب ما ذكرته مصادر إعلامية إسبانية مطلعة، فإن سلاح الجو الإسباني بصدد وضع الترتيبات الأخيرة لإدخال أربعة طائرات درون من نوع Predator B في اتجاه مضيق جبل طارق لمراقبة الشواطئ المغربية.

وتتواجد هذه الطائرات حاليا في قاعدة “تالافيرا لا ريال” الجوية على بعد خمسة كيلومترات فقط من بطليوس (باداخوس)، وتعد تعد واحدة من أكثر المنشآت سرية التابعة لسلاح الجو الإسباني.

في سياق متصل، عبرت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية المقربة من الأجهزة الأمنية مؤخرا عن مخاوف قيادات الجيش الإسباني من تفوق المغرب على إسبانيا في مجال التسلح خاصة بعد اقتناء المغرب لعدة طائرات درون جد متطورة ورغبته في الحصول على طائرات بيرقدار التركية، الأقوى في العالم وكذلك سعيه لامتلاك طائرات إف35 الأمريكية.

وفي هذا الصدد، لفت تقرير لمعهد الأمن والثقافة الإسباني مؤخرا إلى أن “خطط المغرب لإعادة التسلح إلى جانب اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء تمثل تحديا لوحدة الأراضي الإسبانية وللمصالح الاقتصادية الأوروبية”.

وحسب التقرير الذي جاء تحت عنوان: “المغرب وجبل طارق والتهديد العسكري لإسبانيا” فإن اعتراف أمريكا بالسيادة المغربية على الصحراء “يقوض النفوذ الذي تحتفظ به إسبانيا وفرنسا على المنطقة المغاربية”، معتبرا أن هذا القرار يعزز من جهة دور إدارة جو بايدن في المنطقة، ومن جهة أخرى يعزز الموقف المغربي “في التنافس الذي يحافظ عليه مع الاتحاد الأوروبي لاستغلال مياه الصحراء، وهي منطقة غنية بالمعادن مثل التيلوريوم أو الكوبالت أو الرصاص”.

وأعرب ذات التقرير عن التخوف من طموح “التوسع الإقليمي للمغرب”، مشيرا إلى تصريح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي عبر فيه عن طرح “ملف سبتة ومليلية المحتلتين بعد حل نزاع الصحراء الذي يحظى بالأولوية اليوم”.

وتحدث التقرير الإسباني عن المنافع الاقتصادية التي سيجنيها المغرب من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، لافتا إلى المشروع العملاق لإنشاء خط أنابيب غاز يربط نيجيريا بالمغرب وأوروبا، ويجب أن يمر بالضرورة عبر الصحراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى