نكتة الموسم.. محمد حاجب يبيع السواك المغربي لألمانيا بمليون ونصف مليون يورو

لم أتصور يوما أن يصبح “السواك المغربي” ذا شأن، وأن تتهافت على استقطابه كبريات الدول الأوروبية كألمانيا، عبر جهاز المخابرات الخاص بها، لاستعماله في أغراض جيو-إستراتيجية.
نعم، إنه السواك البلدي، الذي قطع البحار والمحيطات واستقر به المقام بدولة ألمانيا الاتحادية، لأنها استفاقت لمنافعه الجمة وقررت أن ترصد له غلافا ماليا مغريا لشرائه من الإرهابي محمد حاجب.
كما لا يخفى على الجميع، أن الإرهابي محمد حاجب الذي صقل موهبته في صناعة الموت بأفغانستان، لم يستسغ كيف تَرَجلَ باكرا عن صهوة الإرهاب، وقضى مدة من الزمن في السجن بالمغرب، لقاء ما اقترفته يداه من مخططات انتحارية، تنوعت بين تشكيل مجموعة إجرامية وتمويل الإرهاب، تفتقت عبقرية هذا الأخير عن آخرها، وقرر أن يلفت أنظار العالم إليه، في محاولة بائسة لاستثمار السبع سنوات سجنا فيما يعود عليه بالنفع المادي.
إلى هنا تبدو الأمور عادية نوعا ما، كون المعني بالأمر إرهابي متمرس في التخطيط لارتكاب جرائم ضد الإنسانية. لكن المعطيات التي اكتشفناها مع توالي الأيام، تندر بكارثة وشيكة في عالم الاستخبارات عامة والألمانية خاصة.
كيف أمكن ذلك، المسألة كانت أبسط بكثير مما تصورناه لمراوغة جهاز الاستخبارات الألمانية. سواك مغربي ودهاء ابن تيفلت السلفي، كانا كافيان لأن تقتنع ألمانيا الاتحادية بضرورة شراء سواك الأسنان بمليون ونصف مليون يورو، كمادة طبيعية خام لا محيد عنها لخوض الحروب الاستخباراتية بالنيابة.
وبالعودة إلى الوراء قليلا، نتذكر جيدا كيف عمد الإرهابي وعميل الغرب محمد حاجب إلى فرك أجزاء من جسده بنبتة السواك المغربي، ذي الصبغة البنية اللون، وتمكن من إقناع المخابرات الألمانية أنها آثار حصص التعذيب والعنف، التي يزعم تعرضه لها خلال فترة سجنه بالمغرب. طبعا الحيلة انطلت على سادة المخابرات الألمانية، وبدا لهم الاختراع الحاجبي الذي لا يتعدى ثمنه دريهمات معدودات، جدير بالتبني والاستعمال الجيو-استراتيجي في النيل من المغرب ومؤسساته.
فإلى ألمانيا الاتحادية ومخابراتها نتجه بهذا التصويب الذي أملته سذاجتها الاستخباراتية. السواك المغربي أو السواك البلدي من بين أقدم المواد الطبيعية التي استخدمتها النساء المغربيات للاعتناء بجمالهن، نظرا لاحتوائه على مجموعة من المكونات التي تنظف اللثة والأسنان.
ومن خصائص هذه النبتة الطبيعية أيضا، أن لها لونا بنيا سريع الالتصاق بجلد وجسد مستعمله، بحيث دأبت النسوة على دمجه في الخلطات الطبيعية للتخلص من شيب الشعر.
لذلك، كانت صدمتنا قوية، كيف لجهاز مخابرات دولة ليست بالهينة أن تبتلع الطعم وأن تمنح عميلها الإرهابي غلافا ماليا ضخما مقابل نبتة السواك البلدي؟ هل فقدت المخابرات الألمانية صوابها؟ أم أن ما أقدمت عليه يعتبر آخر الصيحات في عوالم الاستخبار لم يصلنا مغزاها نحن بعد؟